استضافت جلسة «كاتب وكتاب» ضمن فعالياتها الأسبوعية الكاتبة والشاعرة سميرة عبيد لمناقشة كتابها «اقتصاد المعرفة والإبداع المدرسي» الصادر عن دار زكريت للنشر، حيث يتناول هذا الكتاب الاقتصاد المعرفي الذي يعتد بالقوة البشرية وما تملكه من مهارات في الخلق والإبداع والابتكار ويعتبر ذلك هو رأس المال الذي سيتحكم في كل شيء ويقوم عليه كل شيء. وتبعاً لذلك فقد أصبح من المُتعارف عليه عند المفكّرين الآن أن الفروق بين الدول المتقدمة والمتخلفة هي فروق في مدى امتلاك العقول المُبدعة وفي مدى الإنتاج الابتكاري، وقد أصبح الإبداع هو المحك الحاسم في الإسراع بتقدم شعب من الشعوب أو تخلّف شعب آخر. كما أن الإبداع أضحى حاجة مُلحة وحيوية بالنسبة للمُجتمعات التي تسعى إلى فرض وجودها، بل حاجة ضرورية للاستجابة إلى الرغبة في البقاء ضمن مُجتمع إنساني تزداد الحياة فيه تعقيداً بسبب الانفجار المعرفي والسكاني. واعتبرت المُؤلفة أن هذا الكتاب نقلة في مسيرتها الثقافية، حيث انتقلت من مجال الأدب والشعر إلى مجال جديد وهو «البحث الأكاديمي»، وقالت إنها حاولت من خلاله تسليط الضوء على الابتكار والإبداع الذي يخدم اقتصاد المعرفة، ليُساهم المُبدعون في بناء وتطوير الوطن، مُشيرة إلى أن العقول المُبتكرة والمُجدّدة قادرة على المُساهمة الفعّالة في نهضة بلدهم وإسراع نسق التطوير فيها. كما أنه أصبح ضرورياً بالنسبة للأفراد من خلال مُساهمتهم في تحقيق الذات وتطوير المواهب الفردية وتحسين التعليم والنحو الإنساني ونوعية الحياة ككل. ويُقر علماء النفس حقيقة مُقرّرة وهي أن الإبداع يتأسس منذ مراحل الطفولة، إلا أنهم يُقرّون أيضاً أنه يمكن تنمية الميول والقرارات الإبداعية في جميع مراحل النمو، ولهذا معناه التربوي فيه إشارة إلى ضرورة إيصال المتعلمين إلى هذا المستوى من التفكير في كل المراحل والمستويات التعليمية، فالقدرة الإبداعية مهما كانت في عملية الحدس والإلهام فإنها تنطلق من فراغ، ولكن من مُعطيات البيئة بصفة عامة والبيئة التربوية بصفة خاصة والتي تشجّع أو تعيق الإبداع. وأوضحت أن الكتاب ينقسم إلى شقين، الأول يتناول اقتصاد المعرفة، وكشفت من خلاله استخدامات المعرفة لتطوير الاقتصاد، أما الشق الثاني، فقد وظّفت فيه خبرتها في التدريس لتسهيل عملية اكتشاف الموهبة لدى الطلاب وكيف يمكن استثمار المواهب لإنشاء منظومة تعتمد على المواهب الفردية والجماعية على حد السواء. وفي نهاية اللقاء حثّت المؤلفة الكتّاب القطريين والمقيمين على ترجمة إصداراتهم إلى اللغات الرئيسية خارج قطر حتى يُدرك الكتّاب غير العرب بأن الكاتب القطري لديه إصدارات قيّمة في شتى المجالات لدرجة تؤهّله للمشاركة في المعارض الدولية الأجنبية التي تقام سنوياً.