عقد الملتقى القطري للمؤلفين مساء الأحد جلسة خاصة في يوم اللاجئ العالمي استضاف خلالها الكاتبة السورية لبابة الهواري التي استعرضت كتابها “نفق من نور” الذي يتحدث عن معاناة اللاجئين المشردين حول العالم والذي كانت قد دشنته خلال معرض الكتاب في دورته الأخيرة وتم بث هذه الجلسة عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى.
في مستهل حديثها وصفت الهواري معاناة السوريين والفلسطينيين اللاجئين الذي اضطروا لهجرة أوطانهم بحثا عن الأمان ومحافظة على حياتهم وحياة أحبتهم تاركين ورائهم ذكرياتهم وأرضهم وبيتوهم، وذكرت جملة من الأسباب التي دفعتهم الى اتخاذ هذه القرار الصعب منها التهجير القسري مثلما حدث في فلسطين أو الخوف من القصف المستمر الذي أودى بحياة المئات أو الخوف من النظام الجائر الذي طال بطشه الصغير قبل الكبير وحملات التجنيد الاجبارية إضافة الى الملاحقة والخوف من الاعتقال بسبب التضييق على الحريات.
واستنكرت الأستاذة الهواري اهمال العالم لقضية اللاجئين وقالت ” ما قيمة أن يكون لللاجئ يوم ولا يكون له وطن ولا بيت يأويه ” منددة بتعرض الكثير من اللاجئين للإهانة والذل والعنصرية والنبذ في المخيمات .
 وتحدثت عن ممرات الخوف والهروب والرعب التي يسلكها اللاجئون هربا من النفق المظلم وبحثا عن نور قد يخسرون حياتهم قبل أن يروه، ورحلة العذاب التي يعيشها الباحثون عن الحرية والأمان طمعا في الحرية والسلام.
وقالت أنها  حاولت من خلال “نفق من نور” توثيق العديد من الأحداث التي عاشتها بنفسها أو شاهدتها عبر القنوات الإخبارية وتسليط الضوء على مجموعة من القصص الإنسانية التي توجد خلف الخبر الذي يتم نشره في القنوات، فقد سجلت في هذه المجموعة القصصية  أكثر من 20 قصة  تروي مشاهد مختلفة بعضها عن مشاهد القصف  وما لا تلتقطه عدسة الاعلام من معاناة وألم بعد أن يقصف المنازل ويبحث الاب عن أشلاء أبنائه تحت الحطام، وقصص الحواجز العسكرية التي لا يمكن  للمواطن السوري أن ينتقل من منطقة لأخرى داخل  البلاد دون التعرض للمذلة و الشتائم وفي بعض الحالات الإيقاف والاستبداد، وقصص أخرى حقيقية تم عرضها في الأخبار منها قصة الأختين اللتين توفيتا أمام أعين والدهما بعد انهيار منزلهم نتيجة القصف وكانتا تمسكان بأيدي بعضهما الى أخر نفس.
مؤكدة أن كل قصة تعرض على التلفاز هي دقائق لكنها في الواقع هي ساعات طويلة ومضنية يعيشها السوريون وهي تحاول أن تنقل الصورة الحقيقية لأنها تؤمن أن القضايا التي تكتب تتخطي الزمان والمكان لا سيما عندما تكتب التفاصيل والحكايات ممزوجة بألم وإحساس الكاتب، فقد جسدت المجموعة القصصية جميع أوجه المعاناة التي تدفع الأشخاص إلى ترك كل شيء ورائهم والسعي لبناء حياة جديدة في مكان جديد.
وقالت إنها عندما بدأت في الكتابة لم تكن تفكر في اصدار كتاب لكن كلماتها التي خطتها على الورق ما هي إلا محاولة تعبير عن القهر والوجع الذي تشعر به ثم حاولت نقل الصورة للعالم ليشهد معاناة شعب على مدى 10 سنوات، كما أكدت أنها تنوي ترجمة هذا الكتاب الى لغات أجنبية بداية من للغة الانجليزية لإيصال صوت ومعاناة اللاجئين الى العالم لكنها  تريد أن تصل الرسالة دون تحريف، ان تحمل الكلمات المترجمة المعاني والأحاسيس التي كتبت بها في لغتها الاصلية وأن لا تكون مجرد نسخة مفرغة تجانب القصة الحقيقة  بل يجب أن تغوص بين السطور وما وراء الكلمة من وجع لذلك مازالت تبحث عن الشخص القادر على ترجمة الأحاسيس قبل الكلمات.