ضمن فعاليات الملتقى القطري للمؤلفين المقدمة عن بعد وعبر قناة الملتقى على اليوتيوب، قدم الدكتور عبد الله إبراهيم السادة قراءة تأملية في كتابه “الأربعون الإدارية” ساردا أهم عناصره مستعرضاً الأحاديث النبوية التي من شأنها تحقيق النجاح الباهر في الإدارة إذا ما اتبعها المسلمون، مبيناً أن الأحاديث بشكل عام تعد من أهم مصادر التلقي في التشريع، وأنها التطبيق العملي للقرآن، وفي هذا السياق حث المسلمون على المساهمة بنشرها حتى تعم الفائدة على الأمة، وطلب من الموظفين الاقتداء بسنة رسول الله في التعامل وتنفيذ ما جاء من الأحاديث في جانب الإدارة.
في بداية الجلسة أوضح الشيخ عبد الله السادة أن كتاب “الأربعون الإدارية” الذي يعرضه من خلال الحلقة هو عبارة عن أربعين حديثا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، تتعلق بالإدارة، لتشكل نبراسا للموظفين الذي يريدون السير في درب النجاح، مؤكداً أنه من أجل علو همتهم عليهم بالإصرار والإلحاح حتى تكلل أعمالهم بالفوز والنجاح، ثم قام بسرد تلك الأحاديث، مقدماً بعض التفسيرات ومستحضراً بعض الأمثلة التي توضح أهمية تطبيقها في حياتنا العملية والإدارية، وفي طريقه لذلك قام باستعراض السلسلة من بدايتها، مشيراً إلى أن الأمر يجب أن يبدأ من النية الصالحة للموظف والتي يؤجر عليها، حيث تكون تلك النية هي خير استهلال للتطبيق الفعلي للأخلاقيات التي دعا إليها رسولنا الكريم، ثم انتقل إلى بعض الصفات التي اشترط وجودها في الموظف من أجل تقديم عمله على النحو السليم والمؤدي إلى النجاح، ومن ضمن ما أورده مدللاً عليه بالأحاديث الأربعون، الاتقان في العمل الذي يجب توافره في الموظف الناجح، مع ضرورة تحليه بالوازع الديني في التعامل مع المواطنين، وكذلك الاحسان شارحاً كيف يحسن الموظف في كل تعاملاته مع من حوله، حتى مع الأدوات التي يعمل من خلالها، وتحدث السادة عن أهمية استغلال الوقت، وضرورة التبسم في وجه من حوله، حيث تفتح البسمة القلوب وتسهل التعامل، بالإضافة إلى الأحاديث التى تحث على الصفات الحميدة مثل انتقاء طيب الكلام، كما أستطرد الكاتب في سرد الأحاديث النبوية التي تتحدث عن الإخلاص والأمانة والصدق في العمل وإتقانه، والسهولة في المعاملة، والعفة في كسب المال، والحرص على الوقت، والذهاب مبكرا إلى العمل، الشعور بالمسؤولية، مستعرضا الأحاديث الشريفة في المعاملات والسلوكيات والقيم الفاضلة التي يجب أن يتحلى بها العمال والموظفون المتميزون، مثل ترك الفحش، وترك النقاش العقيم وكثرة الكلام والجدال والمراء، فضلا عن الصفات التي يجب أن يحافظ عليها كل موظف مثل: حسن المظهر، الهدوء، والتبسم في وجه الزملاء، والتعاون مع الآخرين..
ويعرف الكتاب الإدارة بأنها تخطيط للموارد، وتنظيم ومراقبة ومتابعة لتشغيلها بأعلى كفاءة بالطرق والأساليب الحديثة والمتطورة، والتحقيق للأهداف المخطط لها لفترة زمنية معينة، لافتا إلى أن الإدارة ذات الكفاءة العالية تؤدي إلى تشغيل اقتصاد قوي لموارد المجتمع والدولة بما يحقق النمو والتوسع، والذي يؤدي بدوره إلى رفع مستويات الدخل والمعيشة لأفراد المجتمع، ويشير الكتاب إلى أن ذلك لا يتأتى بدون الأخذ بعين الاعتبار بالاهتمام بعصب ذلك كله، ألا وهو الموظف الذي لا تستقيم لبنات العمل إلا به، مؤكدا أنه بصلاحه يصلح العمل الإداري وتدور عجلة الإنتاج.
ويواصل الملتقى القطري للمؤلفين أنشطته الثقافية باعتباره هيئة ثقافية تتبع لوزارة الثقافة والرياضة تعنى بالاهتمام بالمؤلفين، ويهدف الملتقى إلى الاهتمام بالمؤلفين وبخاصة في الارتقاء بالمستوى الثقافي للمؤلفين وفق قرار وزير الثقافة والرياضة رقم (91) لسنة 2018 بتأسيس الملتقى القطري للمؤلفين واعتماد عقد تأسيسه ونظامه الأساسي.
03 مايو, 2020
في جلسة تأملات: الملتقى القطري للمؤلفين يلقي الضوء على كتاب “الأربعون الإدارية”
