تبقى تجربة الألم وكتابتها تجربة استثنائية حرّكت أقلام مُبدعين كثر، وكان للدراما التي تصوّر مُعاناة البشرية في فترات انتشار الأوبئة دور مهم في نشر التوعية ، ولبث الطمأنينة من جهة، وتعد هذه الأعمال من جهة أخرى توثيقاً تاريخياً مهماً تتداوله الأجيال المُتعاقبة.
وفي هذا الإطار يعكف الفنان غانم السليطي على تصوير سلسلة من الحلقات القصيرة بعنوان «فيروسكم»، وهي عبارة عن رسائل درامية لا تزيد مدة الحلقة الواحدة منها عن دقيقتين، تناقش أسباب انتشار «فيروس كورونا» برؤية فنية لا تخلو من الإبداع، والعمل من تأليف وبطولة غانم السليطي وإخراج حسين الصايغ وإنتاج شركة الدار القطرية، وتصوير ومعدات الدوحة 360. الراية بدورها حرصت على التواجد داخل كواليس العمل وكشف تفاصيله من خلال تصريحات فريق العمل.
في البداية أكد النجم غانم السليطي على أن العمل مُحاولة للاجتهاد في فهم ما يجري من أحداث على الساحة العالمية، والذي كان هذا الوباء واحداً من تداعيتها، وهو نتاج طبيعي لأفعال بني البشر من قتل وظلم وإجرام ودمار. مُؤكداً على أن هذا الوباء العالمي حل على البشرية ليكون درساً يستفيد منه جميع شعوب الأرض، فالعالم بعد «كورونا» لن يكون كما كان قبله بالتأكيد. مضيفاً: إن تأثر البشرية بما يحدث يجب أن يدفع الإنسان للأفضل ويعلمه الكثير من الدروس، تماماً كما تعلمنا في قطر من أزمة الحصار. ومن المتوقع بدء عرض العمل خلال أيام قليلة، حيث سيتم تصوير الحلقة الأولى بتقنية «الفوتو مونتاج»، وستكون الحلقة الأولى تمثيل مُنفرد لغانم السليطي، على أن يتوالى ظهور مجموعة من الفنانين خلال الحلقات المُقبلة. وفي هذا السياق قال السليطي: فضّلت أن أقدّم الحلقة الأولى بمفردي بهدف الوقوف على ردود أفعال الجمهور، ومن ثم نقوم بالدفع بالوجوه الشابة، علماً بأنني انتهيت من كتابة عدد من الحلقات.
وعبّر السليطي عن سعادته بالتعامل مرة أخرى مع عدد من الشباب الموهوب بعد نجاح تجربته الأولى في حلقات «شيللي يصير» التي تم إنتاجها بالتزامن من أزمة «الحصار»، كما توجّه بالشكر لوزارة الثقافة والرياضة على تعاونها المُثمر لإنجاز العمل، ولمنصة «دوحة 360» التي لم يدخر شبابها جهداً في المُساهمة بالتصوير والمعدات.
من جانبه أكد مُخرج العمل حسين الصايغ أن العمل الجديد يحمل رسالة للإنسانية بشكل عام وليس لقطر أو العالم العربي فحسب، منوهاً إلى أنهم حرصوا على تكثيف الحدث وتحميله الكثير من المضامين في زمن الحلقات الذي لا يتجاوز الدقيقتين، مُبيناً أنهم عمدوا لجعل الحلقة الأولى تشمل الرسالة الأهم، لأنهم ربما لا يستطيعون استئناف التصوير مع الأحداث المتسارعة والمُتغيرة التي من الممكن أن تشل حركة الحياة بكل مفاصلها.