تتميز فعاليات اليوم الوطني بدرب الساعي بالطابع التراثي الذي يعكس تاريخ البلاد ، وتتزيّن هذه الفعاليات بالأهازيج الشعبية القطرية مثل فن ” لفجري ” الخاص بالبحارة ، والذي يستعينون به على شقاء مهنة الغواصين قديماً .
وقال السيد عمر أبو صقر إن هذا النوع من الفن مستخدم منذ القدم ، حيث يردد البحارة أناشيد شعبية خلال الرحلة البحرية ، حيث يعتقدون أنها تمنحهم القوة ، وأضاف في تصريحات صحفية تتكون فرقة “الفجري ” من القائد الذي ينشد الابيات ويرددها خلفه البحارة وطاقم الإبحار الذي يردد الابيات ويحافظ على عملية ابحار السفينة
وأوضح أبو صقر أن هذا النوع من الفن الشعبي مرتبط بشكل خاص بالبحارة ، وتحديداً الغواصين الذين كانوا يبحرون في رحلات بحرية للبحث عن اللؤلؤ ، وأشار إلى الترابط بين الفرقة المختصة بهذا النوع من الفن والسفينة، إذ تتقاسم معها في الهيكل والأدوار ،وأردف أن فن ” الفجري ” يحاكي سيناريو كاملا لرحلة الغوص في البحر، معتبرا إياه فنا بحريا يعزف على البر. ويُعتبر “البحري” أول مرحلة في هذا الغناء، ويستهل دائما بكلمات ترفع معنويات طاقم السفينة ، ويعد مطلع النشيد انطلاقة تحرر الغواصين من كل الرواسب النفسية، وتبعث في نفوسهم مشاعر التحرر والانطلاق في رحلتهم الشاقة. وهناك عدة اشكال لفن ” الفجري ” وجميعها تعتمد على البداية فهناك شكل من أشكال هذا الفن الشعبي يبدأ بموال حزين ، وبين أبو صقر أن فن ” الفجري ” لا يرتبط بنوع معّين من الكلمات ، ويمكن توظيف ابيات الشعر الوطنية او الغزلية او الرثاء في اناشيده . ومن اشكاله أيضا تخالف في الإيقاع بين الطبلة و”الغرشة” وهي آلة موسيقة خاصة بهذا الفن، وأشار إلى أنه عادةً ما تنتهي أناشيد ” الفجري ” بكلمات تبعث السعادة في نفوس البحارة .