احتفى العديد من المؤسسات الثقافيّة في قطر باليوم العالمي لبرايل، من خلال إطلاق فعاليات وأنشطة، كما قام العديد من الجهات بالتوعية وتسليط الضوء على برايل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف ترسيخ الاهتمام بهذه الطريقة التي تمكّن المكفوفين من التواصل، وهي التي فتحت لهم آفاقًا لا حدود لها من المعرفة والاطلاع والتعلم.
قدّم مركز قطر الاجتماعي الثقافي للمكفوفين شرحًا كاملًا لطريقة برايل عبر صفحاته على مواقع التواصل، مركزًا على طريقة استخدامها وتاريخ تطوّرها مع توضيح أن برايل لم تعد تقرأ على الورق فقط، وذلك بعد أن تم اختراع أجهزة إلكترونيّة تقوم بعرض المحتوى الموجود على شاشة الكمبيوتر أو الهاتف الذكي على سطر إلكتروني يتجدّد محتواه بتغير الكلام المعروض، فعند الفراغ من قراءة سطر، يتم الانتقال إلى السطر التالي ليتغيّر محتوى الخلايا تلقائيًا.
كما أكد المركز الإعلامي للشباب التابع لوزارة الثقافة عن دعمه للفئات الاجتماعيّة المختلفة وذوي الاحتياجات الخاصة لضمان انتفاعهم بخدمات المركز وتثمين مشاركتهم الاجتماعيّة، مشيرًا إلى أن جائحة كورونا أظهرت الحاجة الماسّة للاعتماد على آليات تسهّل الوصول إليها بما في ذلك تعزيز استخدام لغة برايل.
وفي هذا السياق، نظم فريق التعلم بمتحف قطر الوطني أمس جولة تمكّن الزائرين ذوي الإعاقة البصرية من الوصول إلى مجموعة المتاحف من خلال التعليقات الصوتية للدليل وحاسة اللمس لديهم، ليأخذ الدليل المشاركين عبر صالات العرض، حيث يمكنهم أيضًا من التعرّف على بعض المعلومات باستخدام طريقة برايل حول العناصر المعروضة، وحرصت المتاحف على أن تقدّم هذه الجولة باللغتين العربية والإنجليزية، فبينما بدأت بالعربية، أعلنت عن تنظيم جولة أخرى الثلاثاء المقبل باللغة الإنجليزية، على أن تكون من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثانية عشرة ظهرًا، ومن الرابعة حتى السادسة مساءً، كما أعرب متحف قطر الوطني عبر صفحاته على مواقع التواصل عن سعادته بأن يكون متاحًا أمام ضعاف البصر، وذلك من خلال محطات اللمس، والتقنيات المساعدة، وتقديم المعلومات والتوضيحات بلغة برايل، وقد قام بدعوة السيد إكرامي أحمد، أخصائي التكنولوجيا المساعدة بمركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين، لتقديم المساعدة في فهم تاريخ لغة برايل، وكيفية قراءتها وانتشارها في قطر عبر فيديو تم بثه أمس.
بينما قامت مكتبة قطر الوطنيّة بالاحتفاء بهذا اليوم، ودعت عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي المكفوفين لزيارة المكتبة، وأكدت على منح أعضائها الوصول إلى المصدر الإلكتروني «بوك شير» الذي يتيح قراءة الكتب للأشخاص الذين لا يستطيعون قراءة المطبوعات العادية، وفي الوقت ذاته وفرت عبر صفحاتها معلومات هامة بشأن هذا الموضوع، موضحة أن الاحتفال باليوم العالمي لـ «برايل» جاء في 4 يناير لأن هذا اليوم يتوافق مع ذكرى ميلاد مخترع هذه الطريقة بالكتابة، لويس برايل، الذي ساهم اختراعه في إشراق حياة الملايين من الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر حول العالم، وهم يستفيدون من عمله في قراءة الكتب كغيرهم من المبصرين.