عادت الحياة إلى المسرح القطري بعودة مهرجانه السنوي، الذي تنظمه وزارة الثقافة ممثلةً في مركز شؤون المسرح، ويستمر حتى 27 مارس الجاري، بالحي الثقافي (كتارا). وفي هذا الإطار تقدم فرقة الدوحة المسرحية مساء اليوم عرضها المسرحي “صانع الدمى”، تأليف جمال عبدالله، وإخراج وتمثيل فالح فايز، بمشاركة الفنانة حنان صادق، وسينوغرافيا الفنان عبدالرحمن المناعي، والمخرج المساعد إبراهيم محمد، ومساعد مخرج خليفة جبر، والموسيقى التصويرية لخليفة جمعان.
تدور قصة العمل حول زوجين متحابين، يكتنف حياتهما الأمان والوئام، لكنهما لم يرزقا بأبناء، وهو ما يجعل الزوج يصب اهتمامه في فنه، حيث يعمل صانع دمى، وتنبهه زوجته إلى أن البلدة التي يسكنان فيها بدأت فيها الحرب والدمار، وتطلب منه أن يتركا المكان كي لا يهلكا، فيرفض طلبها، رغم حبه لها، ويصر على أن يظل في بيته وبلدته وبين دماه التي كان يعتبرها أبناءه، لكن يحدث ما لم يكن في الحسبان حيث تهجره زوجته فيما ينتهي هو تحت الدمار.
وانطلق تركيب الديكور والإضاءة وإعداد الصوت، وغيرها من عناصر العمل عقب انتهاء عرض فرقة قطر المسرحية (الغبة)، كما قدم الفريق البروفة الأخيرة أمس قبل العرض الذي من المتوقع أن يشهد حضورًا جماهيريًا بمسرح الدراما في (كتارا).
وقال الفنان إبراهيم محمد رئيس مجلس إدارة فرقة الدوحة المسرحية الاستعدادات على أحسن ما يرام لتقديم عرضنا على خشبة مسرح الدراما في (كتارا)، حيث قدمنا أمس البروفة الأخيرة للوقوف على نقاط القوة والضعف في العمل ومعالجتها، والتأكد من جاهزية المسرح، وقمنا بتركيب الديكور والإضاءة في وقتٍ متأخرٍ من ليلة الأربعاء، وكانت فرصةً سانـحةً كي نشاهد العرض المسرحي “الغبة” لفرقة قطر المسرحية، وبهذه المناسبة أشكر فريق العمل على الجهد الذي بذلوه في هذا العمل. معربًا عن أمله في أن يحقق عرض “صانع الدمى” النجاح المطلوب، خاصةً وأنه من الأعمال التي تقوم على ممثلين فقط.
وحول التجربة الجديدة التي تخوضها فرقة الدوحة المسرحية، وغياب عنصر التراث البحري والموروث الشعبي الذي تميزت به أغلب أعمال الفرقة في السنوات الماضية، أكد إبراهيم محمد أن الفرقة دائمًا ما تنحاز إلى التراث المحلي والخليجي، إلا أن قصر المدة التي كانت متاحة للبحث عن نصٍ جيدٍ حال دون ذلك، مضيفًا: قرأنا أكثر من 13 نصًا ولكن نص “صانع الدمى” فرض نفسه بقوة لذلك اعتمدناه. مشيرًا إلى أن الديكور ثابت، وأن فكرة العمل ترتكز على الارتباط بالأرض مهما كانت الظروف.
وأعرب عن سعادته واعتزازه بمشاركة المخرج والسينوغرافي القدير عبدالرحمن المناعي ليس في هذا العمل فحسب، بل في كل أعمال الفرقة، مؤكدًا أن وجوده في العمل مهمٌ جدًا نظرًا لخبرته وتميزه في هذا المجال، بالإضافة إلى الجوائز الكثيرة التي نالها داخل قطر وخارجها. مشيرًا إلى أنهم مستعدون للندوة التطبيقية ولكل الملاحظات والقراءات التي سيقدمها أهل الاختصاص حول “صانع الدمى”.