حالة من الارتياح والسعادة والتفاؤل غمرت الوسط الفني في قطر بعد الإعلان عن عودة مهرجان الدوحة المسرحي مرة أخرى بعد غياب لسنوات، فكم طالب أبناء الحركة المسرحية بعودة هذا الحدث، الذي لطالما لم شملهم واحتضنهم وتزين لهم وبهم، تحت راية واحدة وهي حب خشبة المسرح وبريقها وسحرها وجاذبيتها التي لا تقاوم.
ها قد عاد المهرجان مرة أخرى حاملاً ومحملاً بالأمل لكل المسرحيين في قطر، عاد ليضيء الطريق ويمهده من جديد أمام عشاق المسرح من الفنانين، وكذلك من المواهب الشابة التي لا تزال تحلم بالتعبير عن ذاتها مسرحياً بالوقوف أمام الجمهور وعلى خشبة المسرح.
قرار عودة مهرجان الدوحة المسرحي قوبل بمزيد من الإشادة والتقدير، فقد ثمن فنانو قطر هذا القرار وتلك المبادرة، ووجهوا عبارات الشكر والتقدير لسعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة على هذا القرار الذي أكدوا أنه بمثابة قرار تصحيح المسار بالنسبة للحركة المسرحية لما يحمله من أهمية كبيرة بالنسبة لهم.
ولمركز شؤون المسرح بقيادة الأستاذ عبد الرحيم الصديقي مدير المركز، وفريق عمله الدؤوب والمجتهد دور كبير جداً في إحياء هذا المهرجان وعودته مرة أخرى، عبر التخطيط السليم والجهود الكبيرة التي يسعى المركز من خلالها إلى الوصول لأفضل نتيجة ممكنة من هذا المهرجان الذي يعود بعد خمس سنوات كاملة، فهناك جهود مضاعفة من الجميع داخل المركز لتعزيز دور الفن والفنانيين في قطر، وهو ما أكده الصديقي في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن عودة المهرجان، ورافقه فيه الأستاذ تيسير عبد الله الذي أوضح بدوره أن المركز يسعى دائمًا إلى إرضاء كافة الفنانين والعمل على مصلحة الحركة المسرحية في قطر، ولا يدخر جهدًا في سبيل ذلك.
وحول هذا القرار وتداعياته على الحراك المسرحي القطري قال الفنان سالم المنصوري: خبر عودة المهرجان هو خبر عودة الحركة المسرحية للحياة مرة أخرى، وهو بادرة طيبة نشكر عليها سعادة وزير الثقافة ونتمنى استمرار الحدث لما له من أهمية بالغة لكل من يعمل في هذا الوسط.
ولفت إلى أن الفنانين في قطر لا يريدون إلا عودة المهرجان، فنشاط الحركة الفنية سيكون عبر هذا الحدث واستمراريته ستتيح الفرصة لظهور أجيال فنية جديدة ودماء شابة في هذا المجال، ولذلك أتمنى بالنيابة عن كل الفنانين القطريين أن يستمر هذا المهرجان وألا يختفي مرة أخرى دون مبررات.
وأشار إلى أن هناك فنانين كبار تربوا على هذا المهرجان، وغيابه جعلهم يشعرون بالوحدة، وأثر كثيراً في نفوسهم، وكان لخبر عودته مرة أخرى تأثيراً إيجابياً عليهم، فهم يجدون أنفسهم فيه وبين جنبات المسرح حتى وإن كانوا متفرجين، فبقاء خشبة المسرح وفنها على قيد الحياة يشعرهم بوجودهم وبدورهم.
أما عن استذكار الفنانين القدامى في هذا المهرجان فقال المنصوري إن تكريم أو الإشارة إلى القدامى في مثل هذه الأحداث والمحافل الكبيرة لأمر مهم جدًا، ونوجه كل التحية إلى مركز شؤون المسرح على هذه المبادرة الطيبة التي تعزز من ثقتنا في إدارة المركز وتزيدنا عزيمة ورغبة في تقدم كل ما يمكن تقديمه من أجل أن نترك بصمة مميزة تتذكرها الأجيال القادمة من بعدنا، مثلما كانت بصمة من سبقونا من هؤلاء القدامى الذين نعتز ونفتخر بهم وبم قدموه لنا من أعمال.
وأشاد الفنان محمد حسن المحمدي بدور سعادة وزير الثقافة في عودة المهرجان مرة أخرى، كما أثنى على جهود مركز شؤون المسرح والقائمين على المهرجان في ما يخص إتاحة الفرصة أمام الفنانين القطريين للإبداع والعمل وتقديم العروض التي تهدف إلى استمرار مسيرة الفن المسرحي ومواصلة تقديم كل ما يخدم الفرد والمجتمع بالقضايا الاجتماعية والأعمال المفيدة.
وكان الفنان فيصل رشيد قد طالب مؤخراً وقبيل الإعلان عن عودة المهرجان، بضرورة عودة هذا الحدث المسرحي الكبير الذي يسهم في لم شمل الوسط الفني في قطر، ويعطي للحركة الفنية والمسرحية زخما وبريقاً ويعيد لها مكانتها بين الدول الشقيقة المجاورة.
ولفت رشيد إلى أن العديد من الدول الخليجية والعربية تحافظ على استمرارية المهرجانات المسرحية لديها، وهو ما يعزز من كفاءة الفن بشكل عام في تلك الدول، فالاستمرارية تساهم في ازدهار المجتمع وتعزيز الوعي لدى أفراده، وتفرز العديد من المواهب التي تستطيع بالاستمرارية أن تقود الحركة الفنية وتعبر عن وجدان المجتمع بما تحمله من رسائل وأفكار تترجمها بالفن على خشبة المسرح.
وستحتضن النسخة 34 من مهرجان الدوحة المسرحي بجانب عروض الفرق الأهلية، العروض الخاصة بالمسرح الجامعي، فضلاً عن العديد من الندوات التي ستضمها فعاليات المهرجان، الذي سيقام في الفترة بين 16 و27 مارس، على خشبة مسرح كتارا.
وسيكرم المهرجان في نسخته الـ34 الفنان علي حسن، وسيكون هو شخصية المهرجان المكرّمة، فقد عمل الفنان علي حسن ممثلًا في السينما والتليفزيون والمسرح، ويُعد من المؤسسين لفن التمثيل في قطر، حيث كان من أول المشاركين في الأعمال المسرحية والتليفزيونية، فاز بعدة جوائز خلال مسيرته المسرحية وكرّم في العديد من المهرجانات المحلية والدولية.
كذلك سيكرم المهرجان رؤساء قسم المسرح وذلك لأول مرة في تاريخ المهرجان، كما سيتم تكريم مخرجي العروض الفنانين فالح فايز وحمد الرميحي وناصر عبدالرضا، وسيعود عبر هذه النسخة مسرح نجمة، وذلك بعد 53 عامًا.
وسيحتفي المهرجان بمرور خمسين عامًا من مسيرة المسرح القطري، وبدأت الأعمال المسرحية في قطر في منتصف القرن العشرين.
ويضم جدول المهرجان العروض والندوات التالية: (مسرحية ست شخصيات تبحث عن مؤلف) – كلية المجتمع، مسرحية وادي العميان – كلية شمال الأطلنطي، مسرحية ما وراء سنتارا – جامعة قطر، مسرحية الفيل يا ملك الزمان – معهد الدوحة للدراسات، مسرحية مجلس العدل – جامعة لوسيل، ندوة (المسرح القطري 50 عاماً)، مسرحية قصة حب دانة – فرقة قطر المسرحية، ندوة (قراءة في تجربة عبد العزيز جاسم المسرحية)، مسرحية صانع الدمى – فرقة الدوحة المسرحية، ندوة (المهرجانت المسرحية إلى أين؟)، مسرحية الغبة – فرقة قطر المسرحية، مسرحية (خشبات المسرح) – ختام المهرجان.