حملت الدورة الثانية لمهرجان المسرح الجامعي (شبابنا على المسرح)، ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، اسم الفنان موسى عبدالرحمن، وذلك تقديراً لجهوده ومسيرته الثقافية، في إقامة حركة مسرحية على أسس قوية ومتكاملة.
وثمن نجله السيد عبدالرحمن هذا الاختيار من وزارة الثقافة والرياضة، ممثلة في مركز شؤون المسرح، مؤكداً أن ذلك “يعد تقديراً لرائد المسرح المحلي، الذي وضع أولى لبناته، وفي الوقت نفسه وفاء لوالدي الفنان الراحل موسى عبدالرحمن، الذي قدم الكثير والكثير للمسرح القطري، وتقديراً لمسيرته بكل ما تحمله الكلمة من معان”.
وقال السيد عبدالرحمن موسى عبدالرحمن إن “هذا التقدير من الوزارة لوالدي، رحمه الله، يعد حافزاً للشباب ببذل المزيد من الجهد والعطاء من أجل الارتقاء بالمسرح القطري، ومواصلة مسيرة الرواد، خاصة أن هذا التقدير يأتي من قبل الدولة، بما يعني تقديرها لجهود وعطاء أبنائها في مختلف المجالات، ومنها مجال المسرح”.
ونوه بتلك اللفتة الطيبة لسعادة السيد صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، بوقوفه أثناء كلمة السيد موسى زينل خلال الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، مؤكداً أن “هذا الموقف من سعادة الوزير ينم عن تقديره الكبير للرعيل الأول، والذي ساهم في تحقيق النقلة النوعية للمسرح القطري”.
واقترح السيد عبدالرحمن موسى عبدالرحمن تخصيص جوائز تحمل اسم رواد الثقافة المحلية وفنونها، ليتم تخصيصها لأصحاب الإسهامات الثقافية المختلفة، تقديراً لجهودهم، وفي الوقت نفسه استحضاراً لجهود وعطاء الرعيل الأول للثقافة والفنون في قطر، “على أن تكون تلك الجوائز سنوية، دون أن تقتصر على مرحلة بعينها”.
واستحضر السيد عبدالرحمن تاريخ وإسهامات والده الفنان الراحل موسى عبدالرحمن، مؤكداً أنه ولد في أول يناير عام 1948، وأنه حرص على صقل موهبته الفنية أكاديمياً، وذلك بدراسة فن الإخراج المسرحي في القاهرة، “ولم يدرس بها سوى عامين فقط، قطعها ليعود للدوحة بعد وفاة جدي، ليواصل بعد ذلك دراسته في الكويت، مستكملاً بذلك دراسته الأكاديمية في المعهد العالي للفنون المسرحية”.
محطات تاريخية
ولفت إلى أن والده قام بتأسيس فرقة الأنوار عام 1961م، “كما قام بتأسيس الفرقة الشعبية للتمثيل عام 1968، التي ساهمت بدورها في تخريج أجيال عديدة من الفنانين، وكان للفرقة دور كبير في تقديم العديد من العروض المسرحية، والأعمال الإذاعية والتلفزيونية”، مؤكداً أن أول عمل قدمه الفنان الراحل للمسرح كان بعنوان” الدكتور بوعلوص” عام 1969، وهو من تأليفه وإخراجه، بينما كان أول عمل يقدمه لتلفزيون قطر تمثيلية بعنوان “اللي ما عنده قلم ما يسوى قلم”، وتم عرضها بالأبيض والأسود، في أعقاب افتتاح التلفزيون.
وقال إن من بين العروض المسرحية التي قدمها والده “بنت المطوع”، “بنت النوخذة”، بالإضافة إلى مسرحيات أخرى، منها:”علي بابا، باي باي مشمش، خميس في باريس، فصيلة على طريق الموت، الحصان الطائر، يحيا الملك”، إلى غيرها من الأعمال التي قدمها على مدى عطائه الفني، لتثري هذه الأعمال الحركة المسرحية، وتعكس في الوقت نفسه دور والده في تأسيس الحركة المسرحية.
وتابع: إن والده انقطع عن المشهد المسرحي في أعقاب قرار دمج الفرق المسرحية خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي، غير أن هذا لم يمنعه من مواصلة كتابة المقالات النقدية في المجال المسرحي، فشكل بذلك أرشيفاً كبيراً يضاف إلى أرشيفه الفني، الذي يعرضه تلفزيون قطر، وقناة الريان القديم من حين إلى آخر، موجهاً لهما الشكر في هذا السياق على استحضارهما لمسيرة والده الفنية، الذي توفى في شهر مايو عام 2017.