أثار السرد القطري نقاشاً واسعاً ضمن جلسات مبادرة “اقرأني فإني هذا الكتاب”، التي يقيمها الملتقى القطري للمؤلفين عبر قناته على “يوتيوب”، وذلك خلال مشروعه لتأسيس النقد الذي يستقطب إليه كفاءات نقدية من الوطن العربي وخارجه ليتم تدارس السرديات الجديدة التي تدرس القصة والرواية وقضايا الأدب بشكل عام، فضلاً عن نشر ثقافة النقد بين الكتّاب والأدباء.

وفي هذا السياق، استضاف الملتقى الناقد د. علي نسر الذي قدم محاضرة بعنوان “الحياة القطرية في السرد: بين الأصالة والحداثة”، وأدارها د. عبدالحق بلعابد، أستاذ النقد في جامعة قطر.

وطرح د. نسر رؤيته النقدية بالنسبة لرواية (أحلام البحر القديمة) للكاتبة (شعاع خليفة)، ورأى أنها تشكل مسرحا عرضت على خشباته مظاهر من ذاك الصراع. “فمنذ تلقّي العنوان، يشعر القارئ بذلك وينتصب أمامه أفق انتظار ما توقّعه، حيث الحلم والقديم، مصطلحان من مصطلحات الصراع”. مؤكداً أن هذا ما اختزله جيلان تقريبا، شغل الحلم حيّزا واسعا من حقلهما المعرفي.

وتابع: إن الكاتبة عرضت الجيل الأوّل الذي غطّت حركته المائة صفحة الأولى من النص، ويشكّل مداميكته الأساسية، الأب (حمد) وزوجه (لولوة)، وبعض الشخصيات النابتة على ضفاف الشخصيتين الأساسيتين، وأسهمت تلك الشخصيات في تأجيج ذاك الصراع الذي كان محصوراً في الفقر والغنى حيث جلّ ما تطمح إليه (لولوة) المأكل اللذيذ والمسكن الجميل، في حين كان حمد متشبّثا بماضيه وأعرافه، عبر ما يدّخره من معدّات صيد تعدّ ثروة معنوية، لا بل معايير حياتية، ولفت إلى أن المرحلة الثانية، أو الجيل الثاني، مثله الابنتان (شيخة) و(نورة) بطلتاه الرئيستان، حيث شكّلتا امتداداً للشخصيات السابقة في تصوير ذاك الصراع مع تعديلات جوهرية فرضتها الحالة الراهنة حيث التبدّلات والتحوّلات التي طرأت جرّاء الطفرة النفطية التي قلبت الأوضاع وعملت على تحسينها فارضة معايير وقيما تنسجم وطبيعة تلك التغيرات، إذ لم تخرج (شيخة) كثيرا عما كانت تطمح إليه والدتها، في حين مثّلت نورة الفريق الموفّق بين الماضي وأصالته عبر تشبّثها بثروة أبيها ومعداته الصالحة لأن تعرض في متحف للآثار، والحاضر النفطي وانفتاح الحياة اقتصاديا وعمرانيا واجتماعيا.