شارك الدكتور عبد الحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب ومناهج الدراسات النقدية والمقارنة، بجامعة قطر، وعضو الملتقى القطري للمؤلفين، كضيف شرف ومتحدث رئيس في الندوة الدولية الافتراضية عن أدب الأوبئة في اللغة العربية، من تنظيم كلية روضة العلوم العربية، كالكوت بمدينة كيرلا بالهند، وهذا بتنسيق من الدكتور محمد عابد الأستاذ بالكلية، وتعد هذه الندوة الدولية من أوائل الندوات العالمية التي تتطرق لمثل هذا الموضوع الجديد وهو التأسيس لأدب الأوبئة في النصوص الإبداعية العربية، وقد قدمنا ورقة علمية عن تأسيس كتابات سردية عربية تعني بالكتابة عن موضوع الأوبئة والأمراض، خاصة ونحن نعيش في هذه الحائجة العامية، وقد تكلما عن نماذج قديمة للشعراء والأدباء من جعل من الأمراض والأوبئة موضوعا لكتاباته، ولكن ركزنا على الرواية العربية وهي تواجه الجائحة من خلال نصوصها الروائية، من مثل روايات نجيب محفوظ ( رواية خان الخليلي، ورواية الحرافيش)، وروايات أحمد خالد توفيق التي تعتني بالخيال العلمي وتوظف الأوبئة في تحديد مصير الإنسان وكيفية خلاص الأرض منه، ورواية واسيني الأعرج حكاية العربي الأخير (2084)، وحللنا أيضا رواية التي نجد لها وعي تجريبي بهذا الموضوع وهي رواية الكاتب السوداني أمير تاج السر (إيبولا 76) التي وجدناها نموذجا للتفكير في الرواية الوبائية العربية، خاصة وأن كثير من الروايات من رواية زينب لمحمد حسين هيكل إلى الآن جعت من بين موضوعاتها الأمراض والأوبئة التي عانت منها المجتمعات العربية جراء المجاعات وأمراض الحربين العالميتين  (من طاعون وكوليرا….)،والأزمة الاقتصادية العالمية، وقد عرفت المحاضرة نقاشات والأسئلة عالية من الحضور التي تجاوز أكثر من 140 مشارك من مختلف الجامعات والمعاهد والمراكز العلمي في الدول العربية والأجنبية، منهم طلبة يدرسون في جامعة قطر من الجالية الهندية.
وقد أشرنا في معرض النقاش إلى دور المثقف العربي في ظل الجائحة، وقدرته على المقاومة بالأدب والكتابة الإبداعية، والدور الذي لعبه الملتقى القطري للمؤلفين في الحراك الثقافي في الدولة لمواجهة الجائحة ثقافيا، من خلال المبادرات الإبداعية والنقدية، والفكرية والمجتمعية التي أطلقها أعضاءه أثناء الحجر المنزلي، وخاصة المسابقات الإبداعية التي شارك فيها الجيل الشاب من خلال كتابة القصة والرسم تعبيرا عن هذه الجائحة، وغرس روح الأمل لما بعد الجائحة.