شهد المسرح الرئيسي لدرب الساعي إقامة ندوة جديدة، ضمن فعاليات اليوم الوطني للدولة 2022، وجاءت تحت عنوان “عبدالعزيز ناصر.. عميد الأغنية القطرية”.
وشارك في الندوة كل من إبراهيم المطوع، باحث وإعلامي، ويسرى محمد ، مطربة، وأدارها الإعلامي عادل عبدالله.
وجاءت الندوة استحضاراً لمسيرة الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر، وإبراز دوره في تأسيس الأغنية القطرية، منذ تأسيسه لفرقة الأضواء، ودوره بعد ذلك في انتشار الأغنية القطرية خارج حدود الوطن.
ومن جانبه، أكد السيد إبراهيم المطوع ، أن حياة الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر الفنية امتدت لنحو 50 عاما، “فهو الشرارة الأولى التي أطلقت فرقة الأضواء، كما أن أول لحن له كان لفلسطين، وكان مفروضا أن يظهر بصوته، لولا نكسة 1967، حالت دون ذلك “.
ولفت إلى أن الجمهور عرف الموسيقار الراحل من خلال التراث القطري، والذي وظفه في أعماله. مؤكداً أنه لحن لعدد كبير من رواد الأغنية القطرية، من أمثال فرج عبدالكريم وعلي عبدالستار وناصر صالح وغيرهم.
وقال: إنه ربط بين دراسته الأكاديمية في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة، وبين موهبته الفنية، الأمر الذي أفرز أعمالاً رائدة، كما أن اختلاطه بالموسيقيين العرب في القاهرة ، ساهم في تلحينه لمجموعة كبيرة من روا الغناء العربي.
ولفت السيد إبراهيم المطوع إلى أن عبقرية الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر تكمن في تحويله الاغنية من إيقاع نمطي إلى أغنية يدخل فيها أكثر من “كوبليه”، ما أعطى للأغنية طابع الفرح ونوع من النفس الطويل، الذي يستطيع الفنان أن يقدمه إلى أي بقعة عربية، وليست قطرية فقط.
وقال : إنه لذلك فإن أغنية “الله يا عمري قطر” مازالت أغنية خالدة، يتغنى بها كل قطري وعربي، وهكذا أعماله التي اتسمت بالرشاقة والجرأة، والتمرد على النمط التقليدي للأغنية القطرية.
وأكد أن اختلاطه بالملحنين العرب في القاهرة، ساهم في تجديده للأغنية القطرية، ووضع أسس لها، من حيث المفردة واللحن، حيث كان يختلط بأساطين الموسيقىين العرب في القاهرة، ما جعله يقدم الأغنية بروح جديدة.
وقال: إن أعمال الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر حافظت على روح الأصالة، مع انفتاحه على العصر، ما جعل أعماله تصل إلى الجميع في داخل وخارج قطر، وذلك لاستخدامه إيقاع المقسوم، فضلاً عن توظيفه لفن الصوت، كما ظهر في تقديمه للأغنية الوطنية، علاوة على استخدامه للنهمة والعرضة، ما عكس حرصه على توظيفه لمفردات التراث، كما ظهر في أغانيه الوطنية. مؤكداً أن تمكنه من توظيف التراث القطري والخليجي، جعله يصل إلى أكبر رقعة جغرافية، إذ استخدم إيقاع لفجيري واستطاع تقديمه للمستمع العربي، ما يعني أنه لم يتنكر للتراث القطري وقدمه للمتلقي العربي.
وتابع: إن الموسيقار الراحل كان متأثراً بالمفردة الشعرية، الأمر الذي جعله متأثراً بها، كما كان معروفًا عنه أنه انسان مثابر ومجتهد ويتنقل بين أكثر من جهة ليأخذ المفردات المتشابهة.
وتخلل الندوة، غناء الفنانة يسرى محمد لعدد من أعمال الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر، وفي مقدمتها أغاني” الله يا عمري قطر، أحبك يا قدس، ولهان ومسير”، إلى غير ذلك من أعمال غنائية. كما تخلل الندوة إذاعة أغنية ” أم الحنايا” مسجلة.