ناقش عدد من المؤثرين أمس الخميس خلال ندوة ملتقى قطر للتواصل الاجتماعي التي عقدت في ختام موسم الندوات في جامعة قطر، مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع، وإيجابيات وسلبيات وسائل الاتصال، حيث دعوا إلى ضرورة مراقبة الذات قبل نشر أي معلومات أو رأي على مواقع التواصل «سوشيال ميديا»، إلى جانب مراقبة أطفالهم حتى لا يتم التشويش على عقولهم واجتذابهم لتيارٍ مغاير لما تربوا عليه. وشارك فيها عدد من الإعلاميين ورواد التواصل الاجتماعي في قطر وهم الدكتور عبد الرحمن الحرمي، وجابر ناصر المري الخبير الإعلامي بوزارة الثقافة، السيد مبارك الخيارين، السيد عبد الله العنزي، الشاعر عبد الرحمن سعود الهاجري، الإعلامية إيمان الكعبي مسؤولة التواصل الاجتماعي بإذاعة قطر وأدارها الإعلامي حسن الساعي.

من جانبه، قال السيد عبد الله العنزي، إن مشكلتنا الكبرى تكمن في الابتعاد عن أبنائنا وإذا لم نقربهم من مجالسنا فسيكونون عرضةً للاستهداف الفكري من الآخرين، مطالبًا بضرورة اهتمام الأسرة بأبنائهم وبناتهم ليكونوا موضع ثقتهم.
كما تناول في مداخلته أثر وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع وأهمية الانضباط بالمسؤولية الاجتماعية والقوانين المنظمة.

جابر المري: يجب عدم الاندفاع وراء «الترندات» دون وعي.

تناول الكاتب الصحفي جابر بن ناصر المري الخبير الإعلامي في وزارة الثقافة، دور المسؤولية المجتمعية لرواد التواصل الاجتماعي، في نشر ما يفيد المجتمع، والبعد عن الشائعات، مؤكدًا ضرورة أن يتحلى رواد السوشيال ميديا بأخلاقيات المجتمع والثبات الانفعالي، والتحقق من المعلومات من خلال التواصل المباشر مع العلاقات العامة في الجهات المعنية وهو متاحٌ في مجتمعنا أو مع أصحاب القرار أنفسهم، مع الابتعاد عن الشخصنة.

وأوضح أن وسائل الإعلام التقليدية لديها ضوابط لعملها، في حين أصبحت الرسالة الإعلامية مفتوحةً مع فضاء التواصل الاجتماعي، وأنه لا توجد ضوابط لكل من يعمل في هذا المجال حيث نرى التسارع في التعليق على الأحداث، مطالبًا بالتريث من الجميع حفاظًا على المجتمع.
وقال إن وسائل التواصل الاجتماعي بها حاليًا ظاهر «الترند» وهو ما يساوي مانشيتات الصحف أو النشرات الإخبارية في الوسائل التقليدية، مطالبًا بعدم الاندفاع وراء الترندات دون وعي، حتى لا تتحول وسائل الاعلام إلى سلاحٍ يبعد المواطن عن ارتباطه بوطنه.

د. عبد الرحمن الحرمي: ترك الأطفال لوسائل التواصل يؤثر على عقيدتهم

قال الدكتور عبد الرحمن الحرمي «إننا في عصر العولمة لا يمكن أن نكون بمعزل عن العالم نتيجة التطور التكنولوجي الهائل الذي أصبح في كل بيت، ما يستدعي توظيف هذه الأجهزة الإلكترونية توظيفًا إيجابيًا»، مؤكدًا أن علينا جميعًا مسؤولية دينية ومجتمعية وأخلاقية في استخدام هذه الأجهزة والتي تحمل ثروةً معلوماتية، ولكنها في الوقت ذاته قنبلةً موقوتةً لا بد من الحذر منها. وأضاف الحرمي أن الإشكالية ليست في استخدام الجهاز الإلكتروني ذاته، بل تكمن في المستخدم وهو ما يجعلنا أمام تحدٍ لا ننجو منه بالتشفير أو المنع ولكن بتوجيه العقول والقلوب والأفكار، محذرًا من التأثير السلبي نتيجة إهمال الأبناء وتركهم فريسةً للأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي حتى لا يؤثر ذلك على عقيدته الدينية وانتمائه الأسري وهويته الوطنية.

عبدالرحمن سعود: الاختلاف مقبولٌ دون إساءة

تحدث الشاعر عبدالرحمن سعود الهاجري عن تعرض بعض المغردين للتنمر، وأن تجاهله هو الأفضل، مضيفًا أن المغردين عليهم استقاء الأخبار من مصادرها الرسمية.
وأكد سعود إمكانية التنوع والاختلاف في وجهات النظر ولكن دون إساءةٍ شخصية، مؤكدًا أهمية النقد البناء وقبوله.

إيمان الكعبي: دور أولياء الأمور منع التشويش على عقول أبنائهم

قالت الإعلامية إيمان الكعبي إن ما تجده في وسائل التواصل يجعلها بالفعل تخشى على أبنائها وضرورة أن تعرف من يتابعونهم وما هي الرسائل التي تصل إليهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنها تتعامل معهم باعتبارها صديقة لهم أكثر من كونها والدتهم وتشاركهم في كثيرٍ من الأمور وبعض المقاطع والأطروحات والقضايا العامة في داخل قطر أو خارجها.

وأضافت الكعبي «كوننا أولياء أمور أو أمهات فإننا نرى ماذا يدور حولنا وما هي أهداف الغرب ومحاولاتهم لتشويش عقول أبنائنا وأخذهم في تيارٍ مغايرٍ تمامًا لما تربوا عليه وما نـحرص نـحن أن نغرسه فيهم، وبالتالي مسؤوليتنا كبيرة حتى في اختيار المتابعين في ظل أن بعض المشاهير أصبحوا يظهرون لنا رغمًا عنا وكذلك الأحداث تتداول رغمًا عنا وهنا يأتي دورنا كأولياء أمور أن نناقش أبناءنا ونتابعهم باستمرار».

وأكدت إيمان الكعبي أنها ضد المنع لأنه قد يسبب مشكلة أكبر قد تدفع الأبناء إلى فعل ما يريدونه دون علم أولياء الأمور، وذلك لأن عالم وسائل التواصل الاجتماعي هو بحرٌ واسعٌ جدًا وإما نسبح فيه ونصل إلى بر الأمان أو نغرق فيه وتكون العواقب في النهاية وخيمة. وتابعت «لو أعددنا دراسة في كل دولة نجد أن لديها منصةً أقوى من منصةٍ أخرى، ولكن كل مغرد هو ليس بمغرد وربما البعض يغضب من كلامي ولكن في الفترة الأخيرة أصبح تويتر مثل الدردشة وأصبح بعض الناس ينشرون تفاصيل حياتهم ونشاطهم اليومي عبر تويتر وبالتالي تبدل دور تويتر بعد ما كان منصة للنخب يطرحون من خلاله قضايا سياسية واجتماعية إضافةً إلى بعض الموضوعات التي تخص الوزارات والجهات الحكومية في الدولة ولكن الآن أصبح الأمر مختلفًا.

مبارك الخيارين: الاستعجال في التغريد دون تدقيقٍ خطر

وصف مبارك الخيارين، منصة «تويتر» بأنها مساحةٌ كبيرةٌ لإعادة التدوير، وأن هذه المساحة على الرغم من كونها كذلك، إلا أن ما يتم فيها من مناقشات، هي نقاشات لأحداث، بعيداً عن الأفكار، واصفاً ذلك بالإشكالية الكبيرة.

وقال الخيارين إنه مع بدايات دخوله إلى عالم «تويتر»، حدد هدفه في تجنب الجدل والنقاش غير المفيد، الذي يسبب العداء، سواء من خلال سوء الفهم، أو عبر إثارة البلابل، كون المرء محاسبًا على الكلمة، ولذلك حرص على مواكبة سياسة التطوير الحكومي في الدولة، وتقديم كل ما يفيد الناس. وحذر الخيارين من خطورة الاستعجال في كتابة التغريدات ، دون تدقيق والتزام بصدقية المعلومة.