ناقشَ المُلتقى القطري للمُؤلِّفين كتاب «كليلة ودمنة»، ضمن الجلسة الرابعة والأخيرة من المُبادرة الرمضانية «زائر لتراث الأدب»، التي تسعَى لإحياءِ التراثِ الأدبي العربي والاستفادة منه، والتي قدَّمها الدكتورُ عبد الحق بلعابد عضو المُلتقى وأستاذ قضايا الأدب والدراسات النقدية والمقاربة بجامعة قطر. وقالَ الدكتور بلعابد في بداية الجلسة: إنَّ كِتاب كليلة ودمنة يعد واحدًا من أهمِّ الأعمال الأدبية العربية فهو عَملٌ كلاسيكيٌّ يتمحور حول إبداء النصائح الأخلاقية التي ستظل سارية المفعول على مر الزمان واختلافه، ولقد كتبه الفيلسوف الهندي بيدبا، وكُتب بالأصل باللغة السنسكريتية في القرن الرابع للميلاد، وأُطلق عليه اسم كليلة ودمنة نسبةً لابنتَي آوى، اللتَين تلعبان دور الشخصيتَين الرئيسيتَين في الحكايات، وكيف انتفعَ به مُوظفو الخدمة المدنية، إذ هُذبت أخلاقهم وتعلموا منه القيم السامية، وبسبب الأسلوب المسلي للسرد انتشر الكتاب سريعًا، بل ووصل إلى العالم العربي، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من التراث الشعبي الإسلامي، ومنه انطلق إلى أوروبا كإيطاليا وإسبانيا وسواها.
ويعودُ سبب كتابة هذا الكتاب إلى أن ملكًا كان لديه ثلاثة أمراء شبان، ولما رأى الثراء وقلة الخبرة قد أفسداهم، عَهِدَ بهم إلى وزيره الحكيم سائلًا إياه أن يسلحهم بالمعارف والدروس، فما كان من الوزير إلا أن بدأ بكتابة تلك الحكم على شكل قصص على لسان الحيوانات، بطرق ميسرة وسهلة الفهم وممتعة ومشوقة، وبعد ستة أشهر أصبح الأمراء الثلاثة قادرين على حمل أمانة الملك.