واصل الملتقى القطري للمؤلفين جلساته النقاشية التوعية حول مكافحة الإدمان حيث استضاف مجموعة جديدة من الاخصائيين لمناقشة موضوع “التربية والثقافة ودورها في تعزيز الأسرة من أجل مكافحة المخدرات” وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الموافق ل26 يونيو من كل سنة و تم بث الجلسة عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى.
وشارك في هذه الجلسة كل من استشارية الأسرة الأستاذة مريم الدوسري والكاتب والتربوي علي المحمود والدكتور محمد العنزي اختصاصي علم النفس وأدار الجلسة الإعلامي محمد البشري، حيث طرح كل ضيف موضوع الإدمان من زاوية مختلفة في إطار اختصاصه.
في بداية الجلسة أكد الأستاذ البشري ضرورة التعرف على أعراض إدمان المخدرات والتصدي لهذه الافة من خلال التنشئة الاجتماعية السليمة وإحاطة الشباب منذ سن مبكرة يتناسب مع نموهم الفكري والجسدي وأكد أنه رغم تزايد الجهود التي تبذلها المؤسسات المختصة ومنظمات المجتمع المدني لاتزال مشكلة المخدرات تشكل خطرا كبيرا على المجتمعات وسلامتها ورفاهيتها لا سيما فئة الشباب وكذلك تشكل خطرا على الأمن الوطني والدولي لأنها تقوض الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتنمية المستدامة.
وأشار أن اختيار شعار “معرفة أفضل لرعاية أفضل” والشعار الفرعي “أسرتي تحميني” جاء تأكيدا على أهمية دور الأسرة لحماية الأبناء ولتأكيد ضرورة التعاون الدولي لمحاصرة الآفة والتصدي لها.
من جهته أكد الأستاذ علي المحمود عضو الملتقى القطري للمؤلفين  أن المجتمعات لا تملك الوعي الكافي  والمعرفة اللازمة لمواجهة الآفة رغم  تأثيرها الكبير على العقل الذي ميز به الله الانسان عن بقية الكائنات في الأرض لذلك يجب أن يكون الانسان واع بتصرفاته، ودعا إلى مواصلة الجهود سواء المحلية والدولية أو في إطار العائلة للتصدي  للتيار الذي يحاول أن يستدرج الأبناء ويشجعهم على استهلاك المواد المخدرة مشيرا إلى أن الدول الكبرى بدأت في تحصين نفسها من الإدمان ويجب على الدول الإسلامية أن تكون أكثر حرصا على شبابها، مشيرا الى أهمية دور المثقفين في المجتمع لمعاضدة جهود الدولة والمجتمع المدني للتصدي للإدمان، وأهمية الحوار والتواصل المستمر مع الأبناء لتثقيفهم وتوعيتهم ومتابعتهم.

وقال الدكتور محمد العنيزي ان الأسرة هي الركيزة الأساسية لبناء شخصية الأبناء وتحديد توجهاتهم في الحياة، أن مهمة الأمهات والأباء الأساسية التوجيه والوقاية لذلك يجب وضع قواعد تنظم الحياة كما يجب حثهم على تنظيم وقتهم والتحكم في حياتهم والتفكير الإيجابي لاكتساب القدرة على مواجهة الصعوبات والتحديات التي قد تواجههم حتى لا ينحدر الأبناء إلى الانحراف
واعتبر أن أول طريقة ليصل الانسان للمعرفة تحصين نفسه من خلال الوعي والتعلم المتواصل وتثقيف النفس والخبرات  المتراكمة  سواء من السفر أو القراءة أو الصعوبات التي يواجهها  أما بالنسبة للأبناء فيجب أن يتعلموا من الخبرات البديلة وهي الخبرات التي يتعلمها من تجارب الآخرين ومن مجموعة القراءات والعلاقات، موضحا أن  السلوك الجيد هو نتاج المعرفة الشاملة والمتكاملة مؤكدا الا أنه ليس هناك قواعد ثابتة في التعامل مع الأبناء ونصحهم وتثقيفهم بخصوص مسالة الأبناء ولا بد من مراعاة خصوصية كل عمر  ومخاطبة كل ابن حسب فكره وتوجهاته وطبعه مؤكدا ضرورة اختيار الوقت ا الطريقة المناسبة  لإيصال الرسائل اللازمة، مشيرا الى أنه لا يمكن الجزم بقصور الوالدين في حالة تعاطي الابن للمخدرات فيمكن أن تكون هناك مشاكل نفسية للمدمن أو الانخداع بالمخدرات والإدمان عليها بعد التجربة.
وقالت مريم الدوسري إن هناك قصور في الوعي ووجود مشاكل رغم محاولة إيجاد حلول لذلك لا بد من التعريف بأساسيات بناء الأسرة المتماسكة فالمسؤولية المباشرة في بناء شخصية الأبناء وتحديد توجهاتهم تقع على عاتق الأسرة، مؤكدة أن الثقافة مسؤولية فردية موضحة أهمية مرحلة الاعداد للزواج التي اعتبرتها مرحلة حساسة ومعقدة تحتاج وعي ومعرفة لاسيما أمام التحديات التي تواجه الأسرة، لذلك يجب على الشباب تثقيف أنفسهم لاسيما في ظل توفر مصادر المعرفة والتوعية.
وعرفت الأسرة المتماسكة بكونها الأسرة الأكثر مرونة  و ترابطا و قدرة على تجاوز التحديات والأزمات، مشيرة الى أن المهارات التي يكتسبها الفرد  من المعرفة لا بد أن تترجم في سلوكه،  وأوضحت في السياق ذاته أن  الدين الإسلامي  والمنهج القرآني هو أهم مرجع يمكن الرجوع  له والتزام به فهو يحتوي على جميع التوجيهات التي تساعد العائلة على مواجهة جميع الصعوبات، فيكفي الالتزام بالدستور الإسلامي والسنة النبوية  لإنجاح العلاقة الزوجية وبناء أسرة متوازنة ، لذلك لا بد من تربية الأبناء على الالتزام بالدين وهو علاج سهل وبسيط ومتوفر في إرثنا الثقافي قادر على جعلنا نتجاوز هذه الآفة.
وأكدت أيضا أن عملية التوجيه والإرشاد والاشراف على الأبناء هي مسؤولة مدى الحياة وليست مرتبطة بفترة زمنية محددة أو عمر محدد وهو مسؤولية مشتركة تقع على الوالدين بالتساوي لكن يكون العبء الأكبر من يمضي الوقت الأكثر معهم، ويجب على الوالدين خصوصية مرحلة المراهقة واتباع الحوار الودي وإيصال التوجيهات بطرقة سلسلة وعفوية والابتعاد على التصادم واختيار وسيط مناسب يحظى بثقة الأبناء.
ودعت الأولياء الى استثمار الوقت الي يقضونه مع أبنائهم و توزيعه على أنشطة مختلفة وتقوية مناعة الأبناء و الحس الايماني لديهم وتوعيتهم بأهمية الوقت و نوعية الأداء.