أكدت رشا خميس السليطي، رائدة الأعمال التكنولوجية والخبيرة في مجال النشر الإلكتروني، أن أزمة فيروس كورونا «كوفيد – 19» قد سرعت عملية التحول الرقمي والمعرفي لعشر سنوات مقبلة، وغيرت من طريقة التعامل مع التكنولوجيا بإتاحة الوقت أمام القارئ للاطلاع المعرفي.
وقالت خلال جلسة مبادرة «حوار مع» بالملتقى القطري للمؤلفين التابع لوزارة الثقافة: إن القطاع الخدمي دخل مجال التطبيقات التكنولوجية متأخرًا، لأنه يعتمد بالأساس على البشر الذين يرفضون استخدامها حتى لا يتم الاستغناء عنهم من وظائفهم، وخاصة في الوظائف التقليدية، لافتة إلى ضرورة التوعية بأن التكنولوجيا لا تعني الاستغناء عن الدور البشري في الوظائف، ولكنها تختصر الوقت والجهد..وأرجعت وجود العالم العربي في المنطقة الأقل حضورًا في مجال التكنولوجيا إلى غياب الاستثمارات في هذا المجال، نظرًا لأن الاستثمار في المجال المعرفي يوسم بأنه غير مُربح، وأكدت على الحاجة إلى تغيير هذه النظرة، فالعالم الغربي قطع شوطًا كبيرًا في الاستثمارات التكنولوجية. وأشارت إلى أن العالم العربي ليس أقل من العالم الغربي في التطور المعرفي، لكننا فقط تأخرنا في ولوج هذا المجال، كما أنه ليس لدينا استثمارات في التكنولوجيا.
وأوضحت خلال الجلسة، التي قدمها الدكتور علي عفيفي علي غازي، أن تطور الحياة يستدعي الاستغناء عن بعض الوظائف بالفعل، فعلى مر الزمن اختفت مهن ووظائف لم تعد موجودة الآن. وأشارت إلى أن هناك وزارات قلصت من البيروقراطية لديها اعتمادًا على التطبيقات الإلكترونية الجديدة، ومنها وزارة الثقافة مثلًا.
وكانت الجلسة قد بدأت بطرح تساؤل حول مسيرة التطور المعرفي في دولة قطر، واستهلها مقدم المبادرة بالتعريف بضيفتها رشا خميس السليطي، بالقول: إنها حاصلة على بكالوريوس الهندسة المعمارية من جامعة الإمارات، وماجستير إدارة الأعمال التنفيذية من جامعة إدارة الأعمال في قطر، وقد عملت بمؤسسة قطر من 2001 حتى 2017، وتفرغت للعمل في القطاع الخاص، وأسست عددًا من المؤسسات التي تمثل التقدم التكنولوجي، وتلبي احتياجات المستهلكين في قطر في عصر المعلوماتية.
وأضاف مقدم المبادرة: إن رشا قادت العمليات اليومية لـ «راوي الكتب» في الفترة من 2016 حتى 2020، وكانت تطور الأعمال من خلال شراكات استراتيجية مع مشغلات الكتب الصوتية، والناشرين ومؤسسات حكومية وثقافية وبحثية، وكرست وقتها للتطوير الإداري والاستشاري..وطرح مقدم المبادرة سؤالًا حول إشكالية التكنولوجيا في التطور المعرفي، وماهية هذا المصطلح؟ وأكدت رشا أن التطور العلمي والتكنولوجي تأثر إجباريًا بجائحة كورونا «كوفيد – 19»، خاصة في قطاع التعليم، وقالت: «أجبرت الجائحة القطاع التعليمي على الدخول إجباريًا إلى ساحتها بصورة أوسع، وهناك فارق بين الطالب اليوم، وما كان عليه قبل الجائحة، فقد كان قبلها يتعجب من وجود كتاب صوتي أو استخدام تكنولوجية تعليمية غير مألوفة بالنسبة له».
وأضافت: كنا نقول للطالب في مراكز التعلم نـحن نـحاول زيادة حصيلتك المعرفية، بالاعتماد على المكتبة الصوتية التي يمكن استخدامها في المنزل، لافتة إلى أن التطور المعرفي تأثر بالجائحة بالإيجاب، رغم وجود بعض الآثار السلبية.