واصل الملتقى القطري للمؤلفين تقديم جلساته العلمية التي يقيمها أسبوعيا عبر برنامج ميكروسوفت تيمز، حول موضوع “العلاج المعرفي السلوكي في حالات اضطراب القلق ” والذي تتضمن عدة جلسات يقدمها الدكتور خالد أحمد عبدالجبار استشاري الطب النفسي واختصاصي العلاج المعرفي السلوكي.
وتناول الدكتور عبدالجبار في ثاني هذه الجلسات موضوع “اضطراب كرب ما بعد الصدمة مع أزمة كورونا”، حيث عرف الاضطراب بأنه مجموعة من الأعراض النفسية، التي تؤدي إلى اختلال في الوظائف التي يقوم بها الشخص على المستوى الأكاديمي أو على الجانب الاجتماعي أو غيرها في الحياة، نتيجة حدوث صدمة.
وأوضح أن أعراض الاضطراب يحدث نتيجة بالتعرض المباشر للصدمات، أو المشاهدات الشخصية للحدث عند وقوعه، أو المعرفة بوقوع الحديث الصادم لأحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء، أو التعرض المتكرر للتفاصيل المكروهة مثل الأطباء، منوها بأن معايير الصدمة هي أن تكون مهددة للحياة وأن يزيد الاضطراب إلى أكثر من شهر
وأشار إلى أن الأعراض التي تحدث نتيجة التعرض للصدمات كثيرة ومن أهمها أن تكون عبارة عن ومضات الذاكرة، الإحباط النفسي الشديد أو لفترات طويلة عند التعرض للمثيرات، حدوث أحلام مؤلمة ومتكررة، ووجود الذكريات المؤلمة أو ومضات انشقاقية (الفلاش باك) والتعرض لأماكن حدوث الصدمة والمشاعر الخاصة بها.
وأضاف ان هناك مجموعة من المتغيرات تحدث في المدركات المعرفية والمزاج المرتبط بالحدث الصادم، والتي بدأت أو تفاقمت بعد وقوع الحادث، مثل إلقاء اللوم على نفسه أو الغير، أو وجود توقعات سلبية لديه ثابتة او مبالغ فيها، مع تضاؤل الاهتمام بالمشاركة في الأنشطة العامة، وتكون حالته العاطفية سلبية تسيطر عليها مشاعر الخوف والرعب والغضب، مع عدم القدرة على تجربة المشاعر الإيجابية.
ونوه الدكتور عبدالجبار إلى أن هناك عوامل تزيد من خطورة التعرض للصدمة منها ما قبل الحدث مثل التعرض لحوادث سابقة في الطفولة، التفكك الأسري أو اضطرابات سابقة ، أو عوامل ما بعد الصدمة مثل التفكير السلبي عن الذات والأخرين والعالم والتفسير السلبي للأعراض.
وأوضح أن التعرض لمعرفة الموضوع ذاته والقراءة عنه يعتبر نوعا من الوقاية ، وتعزيز نموذج التقبل والاتزان لدى المريض ،مؤكدا أن العقيدة الإسلامية تعزز هذا عن طريق الايمان بالقدر وضرورة الالتزام بالمعايير الاحترازية والتباعد الاجتماعي الذي تطالب به وزارة الصحة العامة خلال أزمة كورونا الحالية ، وأن يكون لدينا آليات دفاعية وأن يكون لدينا كبح للمشاعر، لافتا إلى أن أهم شيء يساعد في تخفيف آثار الصدمة وتجاوز الأذى النفسي هو الدعم الاجتماعي ، وممارسة الرياضة كمتنفس للمشاعر مع تنظيم جلسات استرخاء في البيت سواء تنفسية أو عضلية ، فضلا عن النوم المنضبط والتغذية السليمة .
جدير بالذكر أن هذه الجلسات التي تبث مباشرة على موقع الملتقى القطري للمؤلفين، تستهدف الأطباء والأطباء النفسيين والاخصائيين النفسيين والاخصائيين الاجتماعيين ومقدمي الدعم والإرشاد النفسي والأسري والمهتمين بفهم الاضطرابات النفسية بهدف تقديم الدعم النفسي للمتخصصين وللمتابعين للتخلص من أثار القلق ومواجهة التحديات بثبات وعزيمة وقدرة أكبر على التكيف.
11 مايو, 2020
جلسة علمية عن بعد تناقش أضطرابات ما بعد الصدمة في الملتقى القطري للمؤلفين
