ضمن جلسة كاتب وكتاب الأسبوعية التي يديرها الأستاذ صالح غريب مدير البرامج استضاف الملتقى القطري للمؤلفين مساء الثلاثاء الكاتب الدكتور منتصر الحمد أستاذ مشارك زميل الأكاديمية البريطانية للتعليم العالي، لمناقشة كتابه “الايماءة والإشارة: التواصل غير اللفظي في الثقافة القطرية” الصادر عن دار نشر جامعة قطر، وتم بث الجلسة عبر حساب انستغرام الملتقى.
وأوضح د. الحمد أن الإنسان اجتماعي بطبعه، ولذا فإن التواصل جزء من الطبيعة الإنسانية، وهي على أشكال كاللغة والإشارة والكتابة وسواها، ولكن هذه الأشكال لا تتناوب العمل بل يعد بعض اللغويين أن الإشارة والإيماءة مكملة للكلام إذ لا يفهم دونه، وفيه قال الجاحظ: “والإشارة واللفظ شريكان”، وهو ما انتهى إليه علم اللغة الحديث إذ اعتبر ماك نيل الإشارة والإيماءة جزءا لا يتجزأ من اللغة.
وقال إن الإشارات تتمايز كاللهجات حسب عوامل عدة، أهمها الجغرافيا، فتختلف من بلد إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى. ومن ذلك أن مجتمع البداوة يتميز بإشارات تتناسب وبيئته والسلوك المجتمعي فيه وبذلك يختلف عن مجتمع الحضر أو أهل البحر، فسكب السمن على يد الضيف يحمل رسالة عرفان وشكر يقدمه المعزب، وهي عادة تنتشر في البادية. وتحتوي هذه المدونة على 400 مدخلا لهذه الإيماءات والإشارات التي تنفرد فيها الثقافة القطرية أو تشترك فيها مع غيرها من الثقافات الأخرى بغض النظر عن القرب أو البعد الجغرافي أو الزمني وهو ما يجعلها أكبر مدونة للإيماءات والإشارات لأي ثقافة على الإطلاق.
وأضاف أنه من شأن هذه المدونة أن تشكّل مرجعًا هامًا  لعدد كبير من الإيماءات والإشارات التواصلية غير اللفظية في الثقافة القطرية المعاصرة، كما قد يشكّل هذا العمل مرجعًا لأهل قطر أنفسهم والأجيال الصاعدة للتعرف على سمة من سمات هويتها الأصيلة، كما يفيد منه الوافدون إلى قطر للعمل فيها أو زيارتها، وممثّلو الهيئات الدبلوماسية، والمخرجون سواء للسينما أو الدراما التلفزيونية، والمصمّمون للإعلانات المرئية والمطبوعة، وكذا الادباء من روائيين وقصصيين وشعراء؛ فلا بد من فهم السياقات الثقافية والتثبّت منها كي لا تخرج الصورة عن إطارها الثقافي، كما أن معظم الإشارات قد تبدو غريبة أو تشكل ألغازا بالنسبة لغير القطريين وهو ما يجعل هذه المدونة مرجعا مهما لفهم طرق التواصل غير اللفظي مع القطريين.
وأكد في السياق ذاته أنه هذا العمل هو ثمرة جهد لم يسبق أن وضع لثقافة واحدة على الإطلاق في مباحث السيميائيات ولغة التواصل غير اللفظي، وليس من المبالغة التأكيد على أن هذا العمل هو فريد من نوعه ليس في وضع ثبت أو مدونة للإيماءات والتواصل غير اللفظي في الثقافة القطرية بل هو أول مدونة كاملة تتناول كل النواحي في أي ثقافة في العالم.
ويشار إلى أنه ستتم طيلة شهر سبتمبر مناقشة كتب صادرة عن دار نشر جامعة قطر وذلك في إطار التعاون بين الملتقى ودار النشر للتعريف بالكتاب وأهم مؤلفاتهم.