تستعد وزارة الثقافة والرياضة للاحتفال بالليلة القرنقعوه في أجواء تراثية قطرية متميزة، ستمزج بين إحياء الموروث الشعبي والبهجة والمرح، وذلك من خلال تسيير حافلات ستتحرك من اجل أطفال قطر لتوزيع أكياس القرنقعوه المغلفة والمعقمة على الأطفال وهم في بيوتهم، وسط الإجراءات الاحترازية التي تحرص الوزارة على اتباعها في ظل تفشي فيروس كورونا، حيث ستتبع تلك الرحلات ارشادات السلامة العامة التي تقضي بعدم احداث تجمعات مع محاولة تصدير الجو الاحتفالي عبر تزويد الحافلات بمكبرات صوت تصدح بأغنية القرنقعوة متمنين السلامة والصحة والبهجة للجميع، بهدف إرساء التواصل وبث روح المودة والألفة والمحبة في المجتمع، وتشجيع الأطفال على معرفة عادات مجتمعهم. وتأتي مبادرة ليلة القرنقعوه في إطار حرص الوزارة على الاستمرار بإحياء الموروث الشعبي، وضمن حملتها التي تسعى لتحقيق المسايرة المجتمعية في ظل ازمة كورونا، علماً بأن الاحتفال سيقام بالتعاون مع مجموعة من الأندية الرياضية وبعض الجهات التابعة لوزارة الثقافة مع الالتزام التام بتطبيق الإجراءات الوقائية، وسيقوم بالمهمة متطوعون مدربون على الإجراءات الاحترازية.
وبدوره أوضح السيد عيسى الحرمي مدير الشؤون الرياضية في وزارة الثقافة والرياضة أن الاحتفالية مبادرة رمزية تهدف لإشاعة الفرح في نفوس الأطفال وإحياء الموروث الشعبي في ظل الوضع الراهن لجائحة كورونا، حيث تشارك  10 أندية رياضية وهي (نادي الريان الرياضي، نادي السد الرياضي، نادي قطر الرياضي، نادي الخور الرياضي، نادي الشمال الرياضي، نادي العربي الرياضي، نادي الغرافة والرياضي، نادي أم صلال الرياضي، النادي الأهلي الرياضي، نادي الوكرة الرياضي) فستجوب البلاد حافلات عليها شعار الوزارة والنادي، ومزودة بمكبرات صوت لتذيع أغاني القرنقعوه، ومن الصعب أن تقوم الباصات بتغطية كافة مناطق الدولة ولكن سيحظى مجموعة كبيرة من الأطفال بهدايا القرنقعوه. وذلك في إطار الحرص على المشاركة المجتمعية خلال هذه المناسبة والحرص على عدم توقفها خلال الظرف الاستثنائي الراهن، بإحيائها مع الالتزام التام بكافة الاجراءات الاحترازية التي تضمن سلامة الجميع، منوهاً إلى أنه قد تم عمل فيديوهات سيتم بثها على منصات التواصل الاجتماعي لتوضيح إجراءات السلامة المتبعة عند تجهيز الحافلات حتى يطمئن الجميع للتعامل معها ونضمن عدم الخروج للاحتفال، حيث تيح الوزارة بمشاركة الأندية الرياضية للناس أن يحتفلوا في أماكنهم من خلال الحافلات التي حظيت بإعداد خطط مسبقة لتسييرها من أجل ضمان وصولها لكافة المناطق. وأوضح مدير الشؤون الرياضية أن الاحتفال غرضه الحفاظ على تراثنا الأصيل والذي تتناقله الأجيال، ويمثل فرحة كبيرة للكبار والصغار من جميع الاعمار، وبوجه خاص الأطفال الذين كانوا يحرصون في كل عام على التحرك في مجموعات لينشدوا اهازيج القرنقعوه الى جانب الأغان شعبية تتعلق بهذه الليلة التراثية، وأضاف: على ذلك رأت الوزارة إقامة تلك الفعاليات على هذا النحو لتعويض الأطفال في ظل أزمة كورونا وتجنب التجمعات.
هذا وتهدف المبادرة التي تقدمها وزارة الثقافة والرياضة من الاحتفال بليلة القرنقعوه الى المحافظة على هذه العادة الاجتماعية، وأن يتم إحياء موروثنا الشعبي ونتشارك المناسبات الاجتماعية معاً في ليلة القرنقعوه، كما تهدف الى غرس البهجة في قلوب الاطفال مع التأكيد على الالتزام بالإجراءات الصحية اثناء احياء هذه المناسبة الاجتماعية.
من جانبه أوضح الفنان صلاح الملا أن مركز شؤون المسرح يستعد للقيام بدوره خلال تلك المبادرة، حيث تأتي احتفالية المركز المنتظرة بالقرنقعوه ضمن سلسلة من الاحتفاليات التي تحرص كافة المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة والرياضة على تقديمها، منوهاً إلى أن الحافلة التي سيطلقها مركز شؤون المسرح ليلة القونقعوه ستبدأ رحلتها عقب الإفطار قاصدة عدة أحياء من الدوحة بغرض ادخال الفرحة إلى قلوب الأطفال، وسيتناوب على توزيع أكياس القرنقعوه بشكل فردي عدداً من الفنانين الذين يحبهم الأطفال منهم هدية سعيد ومحمد أنور وأحمد عفيف وراشد سعد بمصاحبته، وفي هذا السياق أعرب الملا عن سعادته للمشاركة في هذا الحدث الذي سيمكنه من رؤية السعادة في عيون الأطفال والمساهمة في غرس الفرح والبهجة في قلوبهم عبر تقاليد تتحلى بنكهة الماضي الجميل وتتشبع بمضمون تراثي يحمل رسالة إيجابية هادفة، مفادها توثيق قوة العلاقات الاجتماعية بين الكبار والصغار، وأوضح مدير مركز شؤون المسرح أن الاحتفالية ستكون عبارة عن توزيع الهدايا وأكياس المكسرات والحلوى على الأطفال، في أجواء مفعمة بالسرور والألفة، إلا أن ذلك سيتم دون إحداث أية تجمعات وبطريقة منظمة ووسط إجراءات آمنة في ظل الحرص على السلامة العامة الذي توليها كافة القطاعات من أجل عدم انتشار الفيروس في المجتمع، كما سيتم استعراض الدمى من خلال شباك الحافلة، والتقاء الأطفال بفنانيهم المحبوبين بشكل سريع، وأكد على أن الوزارة تسعى من خلال إقامة هذه المناسبة الاجتماعية المميزة التي ينتظرها الأطفال والكبار في شهر رمضان الفضيل إلى إحياء الموروث الشعبي والتراث القطري الأصيل وتعريف الأطفال بعادات المجتمع وتقاليده.