من جانبه قالَ الشاعر الدكتور حسن النعمة في مداخلةٍ له تعقيبًا على موضوع الندوة: «بالتأكيد أن اللغة العربية لم تتراجع، وإنما استنزلت من عليائها، بعدما كان تأثيرها كبيرًا من التحفيز للهمم». وأرجع كل ما يلحق بنا من هزائم لما حدث للغة العربية من استنزال، مؤكدًا على أن ذلك الأمر أصبح يهددُ الأمة في وجودها، ورأى أن المقولة التي مفادها أن اللغة هي حصنٌ حصين، كونها محمية من الدين والدساتير، هي من قادتنا إلى المصير الحالي حتى وصلنا إلى ما نـحن عليه اليوم، مشددًا على أهمية عدم التهاون بجعل اللغة أهم العوامل التي أثرت لنا القيم والمجد الذي كنا نرفل في نعمائه، وفي ذات السياق أكدَ على أهمية أن تستيقظ المجتمعات لتوحيد الجهود الرامية لإنعاش اللغة، حتى تصل إلى تحقيق مبتغاها، وفي نهاية كلمته توجه الدكتور حسن النعمة بالشكر لسعادة وزير الثقافة، قائلًا: مبتهجون جميعًا بهذه الانطلاقة الميمونة لموسم الندوات، وقالَ: شكرًا لقائد تلك المسيرة الثقافية والتي نأمل أن نصل إلى مبتغانا عن طريقها.
أما د.علي القحطاني فحذر من خطورة ما تتعرضُ له اللغة من لهجاتٍ وعامياتٍ وثقافاتٍ دخيلة. فيما شددت الأستاذة هنادي زينل، على أهمية أن يتوفرَ الوقت لدى الأسرة، لكي تنشئ في أفرادها تعلم اللغة العربية، وتنفيذ تدخل استراتيجي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، على حد تعبيرها، وتساءلت: هل يرفض الأبناء اللغة العربية أم أنهم يفضلون ثقافة الحرية التي تأتي من الغرب؟. وبدورها، عرجت الكاتبة مريم ياسين الحمادي، مدير إدارة الثقافة والفنون والمدير العام للملتقى القطري للمؤلفين، على الدور البارز الذي تقومُ به مؤسسات الدولة المعنية ومنها وزارة الثقافة في حماية وتعزيز اللغة العربية متحدثة عن أهمية القانون الذي يحمي اللغة العربية، مؤكدةً أنه سيكون مؤثرًا على أرض الواقع مستقبلًا. ومن جانبه شددَ الإعلامي أحمد الشيخ على ضرورة الاهتمام باللغة العربية خاصةً في المراحل التعليمية المختلفة، مؤكدًا أن سبب تراجع اللغة العربية يرجعُ إلى تقاعس أمتنا في إنتاج العلوم والدراسات. مشيرًا إلى تاريخ العرب في الأندلس، والنهضة العلمية الكبيرة التي حققتها الأمة آنذاك، والتي كانت سببًا في أن تنهلَ جميع دول العالم من علمها وحضارتها. لافتًا في الوقت نفسه إلى أهمية عدم فصل اللغة عن التراث، حيث إن تراثنا العربي والإسلامي هو الأساس لهويتنا. فيما قالت الأستاذة إيمان آل إسحاق: إن هناك مشكلة تعاني منها الأجيال الحالية، تتعلقُ بضعف ارتباطهم واستيعابهم للغة العربية، وهو ما يظهرُ جليًا في فئة الشباب التي تستخدمُ المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي. محذرةً من أن استمرار هذه الظاهرة سيؤثرُ على ارتباط هذه الأجيال والأجيال المتعاقبة بهويتهم اللغوية. داعيةً إلى تكامل كافة الجهود لتعزيز دور اللغة العربية في المجتمع. كما تضمنت التعقيبات التشديد على أهمية عدم اختزال دور اللغة في أن تصبح أداة، دون أن يكون لها حضورها في المجال التقني، والعلمي، وتوظيفها في هذا الجانب.
بدوره حذرَ د. علي الكبيسي أستاذ اللغة العربية بجامعة قطر، من خطورة ابتعاد الأجيال الحالية عن اللغة العربية، واستخدام اللغات الأجنبية بديلًا عنها، مركزًا على ضرورة التوسع في نشر الدراسات والأبحاث باللغة العربية، مشيرًا إلى أن الخطورة تكمنُ في أن يتم تهميشُ اللغة في المقامات الرسميّة.
22 مارس, 2022
تراثنا العربي والإسلامي أساس هويتنا
