تتواصل اليوم (الاثنين) منافسات مهرجان مرمي الدولي الحادي عشر للصقور والصيد، بصبخة مرمي بسيلين، والتي تُقام تحت رعاية سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، وتستمر حتى الأول من فبراير المقبل، وذلك بإجراء تصفيات بطولة الطلع للمجموعات من 24 إلى 28 في الفترة الصباحية، وبطولة هدد التحدي للمجموعة الخامسة.
من جهة أخرى، أُجريت صباح أمس (الأحد) تصفيات بطولة الطلع للمجموعات من 19 إلى 23، وأسفرت عن تأهل الصقارين: فريق الشقب بتوقيت قدره 12 ثانية و83 جزءاً من المائة، وعبدالله أحمد الدوسري بتوقيت قدره 31 ثانية و22 جزءاً من المائة، ثم تركي عبدالله الدوسري بتوقيت قدره دقيقة واحدة و42 ثانية و47 جزءاً من المائة.
وأعرب الفائزون عن سعادتهم بالفوز وصيد طيورهم للحبارى، متقدمين بالشكر للجنة المنظمة لمهرجان مرمي الدولي للصقور والصيد الحادي عشر، ومتمنين التوفيق للجميع.
وأوضحوا أن الجو أمس كان مناسباً لإجراء المنافسات، مشيدين في الوقت نفسه بقرار لجنة الطلع الذي اتخذته يوم السبت 4 يناير، والذي يقضي بتأجيل المنافسات لعدد من المجموعات بسبب تغيّر الأحوال الجوية المفاجئ، والذي يصعب معه إجراء المسابقة وتعذّر الرؤية بالنسبة لطيورهم بفعل الهواء الشديد المحمّل بالغبار والأتربة.
من جهته، قال السيد علي سعيد بن نورة، عضو لجنة الطلع: «إن الأجواء مناسبة لإجراء بطولة الطلع وباقي المنافسات، باستثناء صباح يوم السبت الماضي الذي صادف هبوب رياح محمّلة بالغبار والأتربة ارتأت اللجنة أن يتم إيقاف المسابقة للمجموعات المتبقية وتأجيلها إلى يوم آخر يتم تحديده وإخبار الصقارين بالوقت البديل لإجراء المسابقات بوقت كافٍ، من أجل الاستعداد الجيد»؛ مشيراً إلى أن هذا القرار من أجل المتسابقين وحتى يكون مستوى البطولة مرتفعاً منذ البداية وإلى آخر المجموعات، ثم التصفيات النهائية.
وأوضح السيد علي سعيد بن نورة، أن مسار البطولة مميز هذا العام، كما أن الأجواء مغرية بالنسبة للصقارين وجمهور مهرجان مرمي، كما أن الجو يبشّر بتساقط أمطار الخير، وهو ما يحبّه الصقارون لأنه في صالح طيورهم لأن الرؤية تصبح واضحة بشكل أكبر، وتكون الحبارى واضحة أيضاً.
وبخصوص تغيير مكان البطولة من (الطعس/ مرتفع رملي) إلى (الحزم/ مرتفع صخري)، أبرز عضو لجنة الطلع أن الفرق كان واضحاً منذ اليوم الأول، وكان في صالح المتسابقين وطيورهم؛ حيث إن الهدد جيد، لأن التضاريس ومدرج الحبارى كان في صالح الصقور، كما أن عدد المشاركين في بطولة الطلع ازداد بشكل لافت، بالإضافة إلى الجمهور الذي بدأ يقبل على متابعة البطولة بشكل كبير رغم أنها تقام في وقت مبكر من اليوم؛ حيث نرى أعداداً غفيرة من أجل تشجيع المشاركين، سواء من عائلاتهم وأسرهم أم من أصدقائهم.
وأكد بن نورة أن مهرجان مرمي تطغى عليه مشاعر خاصة؛ حيث إنه مناسبة للتزاور وصلة الرحم بين المشاركين الذين كوّنوا صداقات على مدار النسخ الماضية من المهرجان، لافتاً إلى أن هناك أشخاص قد لا يلتقون إلا في أيام المهرجان.
وأشاد بالدعم الذي تلقاه رياضة وهواية المقناص والصيد بالصقور من قِبل المسؤولين في الدولة وعدد من الجهات، من أجل رفع مستوى الصقارين ودعم الاهتمام بهذا التراث القطري الأصيل الذي نتوارثه عن الآباء والأجداد.
كما أن الزوار يقفون بشكل مباشر على هذا الإرث والصقارة التي اعتبرها فناً من الفنون التي تعلّم الصبر والتحمل، متمنياً موسماً جيداً للجميع.
وخلال الفترة المسائية، خلا الجو للصقور والزاجل، من أجل استعراض مثير في هدد التحدي. وتابع الجمهور الذي كان يتابع مباشرة المطاردات المثيرة بين فروخ الشواهين والزاجل، أو عبر الشاشات العملاقة المنصوبة قرب المنصة عندما تختفي الطيور عن الأنظار، مصحوبة بتعليق حماسي من طرف السيد مبارك ثامر السبيعي، الذي كان تعليقه وتشويقه للمتابعين يشبه تعليق المذيعين على المقابلات الرياضية الأخرى مثل كرة القدم؛ حيث يعلو صوته كلما اقترب اللاعب من مرمى الخصم، بالمقابل يعلو صوت السبيعي كلما اقترب الصقر من الحمامة.
وخلق المتسابق رقم 7 الحدث بمطاردة طيره (خبر) لزاجل فخرو لمسافة طويلة، يقترب تارة ويبتعد أخرى، يحاول الارتقاء أعلى من الحمامة، لكن الكلمة الفصل كانت لجناح الزاجل.
وما إن يصفّ الشاهين جناحيه، حتى يكون ذلك علامة على استسلامه وعودته إلى راعيه الذي يلوّح له إما بالحمامة أو بـ «التلواح» ليعود إلى وكره، ومعها يخفت صوت المعلق ويخبو ويطلق عبارته الشهيرة (حظاً أوفر).
بالمقابل، يعرف موقع المهرجان تنوعاً في المحلات التجارية التي تقدّم خدمات عديدة تهم الصقارة والصقارين والكشتات والحياة البرية.
وفي هذا الصدد؛ قال السيد حسن عبيد الله، مسؤول عن شركة «الجلعة لتجارة الطيور ومستلزماتها»: «إن المحل يقدّم (دسوس) و(مناقل) إنجليزية و(المخلاة) و(السبوق) وكل ما يختص بالصقور».
وأوضح حسن عبيد الله أن «الدسوس» تتم صناعتها وتفصيلها بناء على رغبة الزبون، لافتاً إلى أنه يتم استخدام عدد من أنواع الجلود، مثل جلود الغزال والبقر، مشيراً إلى أن الغالبية من الزبائن يفضّلون جلود الغزال للدس؛ نظراً لجودتها وقيمتها، وذلك لكون الطير له قيمته ومكانة خاصة عند صاحبه، كما أنه يتم استخدام الموتيفات والألوان كذلك بناء على طلب الزبون.
وأشاد حسن عبيد الله بمهرجان مرمي الدولي للصقور والصيد في دورته الحالية، مشيراً إلى أن الجماهير تُقبل عليه نظراً لقيمته في الحفاظ على الموروث الشعبي القطري؛ حيث إن أهل قطر هم أهل صقارة، ويحبون الطيور. كما أن الأجواء وحالة الطقس المعتدلة تغري الجميع بالهروب عن صخب المدينة والالتجاء إلى جوّ الصحراء؛ حيث الهدوء والسكينة والهواء النقي.