أكـدت جلسة خاصة للملتقى القطري لـلـمـؤلـفـن، أن األدب الـقـطـري يحظى بــاهــتــمــام كـبـيـر فــي املــحــافــل األدبــيــة العاملية، وأن إبداعات األدباء القطريني مــحــل تــقــديــر مــن جــانــب املــؤســســات األكــاديــمــيــة والــبــاحــثــن واملـخـتـصـن في مجال الترجمة األدبـيـة، وأنـه تمت ترجمة املنتج األدبـي القطري إلى عدة لغات. وأجــمــع املــشــاركــون فــي الـجـلـسـة على أن الترجمة بوابة التواصل مع اآلخـر، وأنها فرصة لتبادل الثقافات واملعارف، ولـتـعـريـف الـعـالـم بـــاإلرث الـحـضـاري والثقافي القطري، وأنـه لـوال الترجمة ما وصلت البشرية إلى ما حققته اآلن من منجزات على األصعدة كافة. وأشادت الجلسة بجهود وزارة الثقافة والرياضة ودار جامعة حمد بن خليفة لـلـنـشـر، فــي مـجـال الـتـرجـمـة.. وأكــدت أن الـنـص الـعـربـي ال يــزال يـعـانـي من قلة ترجمته إلـى اللغات األخـرى، وأنه تأخر كثيرًا في امليدان العاملي رغم أنه ُ قرأ. يستحق أن ي وجـــاءت الـجـلـسـة بـمـنـاسـبـة االحـتـفـاء بـالـيـوم الـعـاملـي »لـلـتـنـوع الـثـقـافـي من أجل الحوار والتنمية« الذي يوافق 21 مايو من كل عام، تحت عنوان »كتابي بـلـغـات مـخـتـلـفـة«، وأدارهـــــا األســتــاذ صـالـح غـريـب مـديـر الـبـرامـج بامللتقى، وبمشاركة الكاتب األديـب جمال فايز، والـشـاعـرة والكاتبة والباحثة سميرة عبيد. وتــنــاولــت الـجـلـسـة أعــمــال الـكـاتـبـن املـتـرجـمـة إلــى الـلـغـات األخـــرى، ودور الـتـرجـمـة فــي تـعـريـف الـعـالـم باملنتج األدبـي القطري، والـشـروط والضوابط الـواجـب تـوافـرهـا فـي أعـمـال الترجمة، والفرق بني ترجمة النصوص الشعرية والقصص. أكـد الـكـاتـب واألديــب جـمـال فـايـز الـذي تـرجـمـت أعـمـالـه إلــى عــدة لـغـات منها اإلنــجــلــيــزيــة والــفــرنــســيــة واألملــانــيــة واملليبارية والتركية والـروسـيـة، منذ عام 2004 حتى اآلن، أن بعض القصص الـتـي قـام بكتابها جـرت ترجمتها في رســائــل املـاجـسـتـيـر والــدكــتــوراة لـدى باحثني بالخارج، وأن بعض الترجمات لم تصدر كمؤلفات مستقلة. وقـــال: »إن وزارة الـثـقـافـة والـريـاضـة قـامـت بـتـرجـمـة الـعـديـد مــن الـقـصـص ّ ـــاب مـــن قــطــر إلــــى اإلنــجــلــيــزيــة لـــكـــت واألملانية، وقد شرفت بأن أكون واحدًا ّ ــاب، كـمـا شــاركــت في مــن هـــؤالء الــكــت إصدار مجموعة قصصية كاملة«. وأضــــاف: جـــرت تــرجــمــة روايــــة »زبــد الــطــن« إلــى اإلنـجـلـيـزيـة والـفـارسـيـة، ً عـــن تــرجــمــات قــــام بــهــا عــدد فــضــا مــن أســاتــذة الـجـامـعـات، الفـتـا إلــى أن الـتـرجـمـة مـهـمـة جــدًا لـكـونـهـا فـرصـة ً عن لتبادل املـعـارف والثقافات، فضال كونها نافذة إلى اآلخر لوالها ما كانت البشرية تستطيع أن تصل إلى وصلت إليه اآلن من منجزات في كافة املجاالت. نشر الثقافة القطرية وأكـــد أن الــتــرجــمــة بـمـثـابـة الـفـرصـة لنشر الثقافة القطرية، ولتذوق ما لدى اآلخـريـن من نصوص أديبة والتقارب مع اآلخر، وأعرب عن أمله في أن تتبوأ قطر الصدارة في مجال الترجمة عامليًا، وأشــاد فـي هـذا السياق بجهود وزارة الثقافة والرياضة ودار جامعة حمد بن خليفة للنشر. ودعـا كافة املؤسسات األكاديمية إلى إتاحة الفرصة لتدريس اآلداب بلغات مختلفة سعيًا لتعزيز القيم اإلنسانية. وأوضــح فـايـز أن قـطـر أصـبـحـت خـال العقدين املاضيني حاضرة في املشهد الـعـاملـي بـقـوة، وفــي مـجـاالت متنوعة مـثـل الــريــاضــة واإلعــــام واسـتـضـافـة املــؤتــمــرات الــدولــيــة وغــيــرهــا، مـنـوهـا بأنه بـات من الطبيعي أن يكون هناك بــاملــقــابــل اهــتــمــام أكــاديــمــي وأدبـــي بالتعرف على قطر وثقافتها وعاداتها وتقاليدها، وما لديها من إرث وتاريخ حضاري ومنتج ثقافي. البيئة المحلية وقـــال فــايــز: »حــرصــت فــي كـتـابـاتـي، على التركيز على البيئة املحلية، نظرًا ألنـهـا أســاس الــوصــول إلــى الـعـاملـيـة، فغالبية الحائزين على جـائـزة نوبل لـآداب انطلقوا للعاملية مـن البيئات املحلية«. وأضـــاف: نـالـت مـؤلـفـاتـي مـثـل »زبــد الـــطـــن« اهــتــمــامــا كــبــيــرًا ســــواء مـن املتخصصني في اآلداب أو الجامعات واملـؤسـسـات األكـاديـمـيـة عـاملـيـا، وقـد جـــرى اخــتــيــاري مـــن جــامــعــة »يـــل« األميركية ضمن قائمة تضم 60 كاتبًا عــربــيــا مــعــاصــرًا فــي مــجــال الـقـصـة القصيرة مع قامات كبيرة في املجال، وهـو أفضل منجز حققته، وأمـر جيد أن يـتـحـقـق هــذا اإلنــجــاز فــي بـدايـات خطواتي األولى باملجال األدبي. وأعرب فايز عن أمله في أن يكون خير ممثل لقطر فـي املـحـافـل واملـؤتـمـرات وامللتقيات األدبية عربيًا ودوليًا. ضوابط أساسية وحـول املعايير املطلوب تحقيقها في املترجم، أوضـح فايز ضـرورة أن يكون على وعي تام باللغة سواء لغة النص أو الـلـغـة املــتــرجــم إلــيــهــا، وأن يـكـون صــاحــب ســيــرة ذاتــيــة جــيــدة وخـبـرة تـعـمـل عـلـى خـدمـة الـنـص املـتـرجـم في الـنـهـايـة، كاشفًا عـن أن الـعـالـم العربي يــعــانــي مـــن قــلــة تــرجــمــة الــنــصــوص العربية إلى اللغات األخرى، وأن النص العربي تأخر كثيرًا في امليدان العاملي ُ قرأ. رغم أنه يستحق أن ي ونــوه بــضــرورة أن يـهـتـم الـكـاتـب بكل تــفــاصــيــل الــعــمــل بـــدايـــة مـــن الــنــص مـرورًا باسم العمل، وانتهاء بالغالف، موضحًا أن روايـتـه »زبـد الـطـن« التي حظيت بانتشار كبير، ترتكز على تيمة قبول اآلخر، والتعامل معه كإنسان. فريق عمل من جانبها، أكدت سميرة عبيد الكاتبة والــشــاعــرة والــبــاحــثــة، الــتــي تـرجـمـت أعــمــالــهــا إلـــى األملــانــيــة والـفـرنـسـيـة والهندية واألمـازيـغـيـة، أنـهـا اكتشفت أهمية الترجمة عندما التقت مجموعة من املترجمني من إندونيسيا وإسبانيا وفرنسا وأملانيا، ودارت مناقشات حول أهمية التراجم وكيف يمكن أن تكون. وقالت: »لدينا فريق عمل عبر »جروب خـــــاص« لــالــتــقــاء واالتــــفــــاق حــول املقترحات واألفكار ملشاريع الترجمات. واســـتـــعـــرضـــت بـــعـــض إبـــداعـــاتـــهـــا املــتــرجــمــة مــثــل »أســـــاور الـبـنـفـسـج«، ولــحــن بــأصــابــع مـــبـــتـــورة، ووجــهــة نـظـر مـن الـطـن إلــى الـلـغـات الفرنسية واإلسبانية واملليبارية واللغة األردية والفارسية واألمازيغية. وأوضـحـت أن ترجمة األعـمـال األدبـيـة تحتاج إلى معايير معينة للتعبير عن النص بصورة مثلى، وبما يحويه من مـشـاعـر وأحـاسـيـس يـشـعـر بـهـا كاتب النص األصلي. وقالت: »إن التواجد في عالم الترجمة ُ ـعـد إنـجـازًا ومــع الـثـقـافـات املـتـعـددة ي كـبـيـرًا لــدولــة قــطــر، بــأن يــكــون لـديـهـا حضور في املحافل األدبية عامليًا«. معايير ضرورية وحـول املعايير الـواجـب تـوافـرهـا في الترجمة واملترجم، أوضحت ضرورة أن تــكــون الـتـرجـمـة ذات مـصـداقـيـة، وأن تتسم بالتماسك الـلـغـوي، الفتة ُ ــعــد أصــعــب أنـــواع إلـــى أن الــشــعــر ي األدب املــتــرجــم، نـظـرًا لـكـونـه يعتمد على االسـتـعـارات والتشبيه والصور الجمالية. وأوضــــحــــت عــبــيــد أن هـــنـــاك فــرقــا كبيرًا بـن ترجمة الشعر والقصص، وأبــرزهــا ضـــرورة أن يـكـون املـتـرجـم شاعرًا بالدرجة األولى حتى يستطيع الــتــرجــمــة بــدقــة وتــطــبــيــق املـعـايـيـر األساسية للشعر، لكنها أشارت إلى أن الـوضـع بالنسبة لترجمة النصوص األدبـيـة يختلف فليست بـدقـة النص ً مثله. الشعري، وال تأخذ وقتًا طويال اهتمام بمبدعي قطر وحــول كيفية أن تساهم الترجمة في نشر الثقافة القطرية عامليًا، أوضحت أن هــنــاك اهــتــمــامــا كــبــيــرًا بـالـشـعـراء العرب، خاصة القطريني، وقالت في هذا السياق: »حينما أقوم بترجمة أعمالي ال بــد أن يـكـون لـهـا تــوزيــع وتـسـويـق عامليًا«. وأضافت: نحن نساهم في نشر الثقافة القطرية، وإن قطر حاضرة بقوة عامليًا في املجال األدبي، وهذا إنجاز كبير