بث الملتقى القطري للمؤلفين، مساء الاثنين 1 يونيو 2020 جلسة نقدية جديدة ضمن مبادرة اقرأني فإني هذا الكتاب بعنوان ” الزمن وتوليد الحكاية في رواية القطرية عبر قناته على يوتيوب، قدمها الدكتور محمد زروق أستاذ الأدب والنقد المساعد بجامعة السلطان قابوس- سلطنة عمان وأدار الجلسة الدكتور عبدالحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب ومناهج الدراسات النقدية والمقارنة بجامعة قطر.
في مستهل حديثه قال الدكتور زروق أن دور الناقد ليس تغيير الواقع الثقافي والأدبي ولا هو مدح ولا استنقاص لأحد الأعمال بقدر ما هو تحديد أوجه القوة ونقاط الضعف في الأعمال المطروحة مشيراً إلى أن الرواية القطرية والخليجية عامة تمكنت في السنوات الأخيرة من تصدر المشهد السردي وشكلت حقلاً خصباً للدراسات النقدية.
كما أوضح أنه اختار تناول رواية “حفرة في كفّ يدي” للروائي عيسى عبداللّه، باعتبارها الرواية الأولى الموجهة للكبار وهي تجربة جديدة بالنسبة لصاحبها، حيث أن الكاتب حاول جذب انتباه القارئ من خلال العتبات التي مزج فيها بين الداخلي والخارجي، بين ذات الراوي وذات الكاتب.
ولاحظ الدكتور زروق تعمد الكاتب طمس المكان الذي دارت فيه أحداث الرواية وجعله مجهولاً وهو ما جعل الزمن السرديّ منطلقاً حقيقاً للدراسة في هذه الرواية، كما أن الكاتب جعل الإهداء يأتي على لسان إحدى الشخصيات فكانت العتبات منطلقاً لفصول حكاياته، التي تبدو في ظاهر الأمر متنوّعة الأحداث والشخصيّات، ولكنّ خُيوط السرد المبذورة تجتمع عند عون فاعل في تصريف الأحداث والشخصيّات.
وطرح الدكتور زروق سؤالاً محورياً قبل التعمق في البحث حول الفرق بين الذات الكاتبة والذات الراوية باعتبار العون الفاعل هو الكاتب الراوي، على حدّ عبارة آلان راباتال “الإنسان الراوي وأشار في ذات السياق إلى أهمية تنويع الأزمنة، والإيهام بدقّتها المتناهية.
كما أوضح الدكتور من جامعة السلطان قابوس أن الرواية تجعل القارئ يختبر أرضيّة منهجيّة تداوليّة تلفظيه حديثة، في جمعها بين الكاتب من حيث هو ذاتٌ موجودة في التاريخ، ومن حيث هو ذات راوية داخلة في عالم الخطاب، حيث تبدو آثاره مختلفة في مناطق من الخطاب حيث ظهرت الذات الكاتبة و الذات الراوية بصفة واضحة و جلية في “حفرة في كف يدي” التي كان لها نهايتين مختلفتين نهاية صاغتها الذات الراوية التي لم تتحكم في مجريات الأحداث وتصرفات الشخصيات والذات الكاتبة لم تقتنع بالنهاية التي فرطت من بين أيديها بسبب مساحة الحرية التي منحت للشخصيات فأعادت كتابة نهاية ثانية لربما هي اقرب لأمنيات الكاتب الذي كان يتمنى أن تكون النهاية سعيدة. وقد وقف على مكامن إجادة الرواية، وضعفها أيضاً خاصة في الارتباك الزمني الذي مرده محاولة التجريب على كتابة سردية جديدة، كما ختم الدكتور محمد محاضرته، بتقديم نصائح وتوجيهات للكاتب الشاب الذي أصبح يجرب طرقا جديدة في الكتابة السردية، ويختار مواضيع جديدة أملتها التحولات الاجتماعية والثقافية.
من جهته أكد الدكتور بلعابد أن المبادرة تهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة في ظل الحجر المنزلي، فلا نكتفي بقراءة النصوص الأدبية، ولكن معرفة كيفية تغيير عاداتنا في قراءتها ونقدها، لمعرفة كيف يتلقى الناقد العربي، ويحلل ما ينتجه المؤلف القطري من نصوص إبداعية.
وتأتي هذه الجلسة في إطار سلسلة من الجلسات النقدية التي يقيمها الملتقي القطري للمؤلفين من أجل تحفيز القراء على القراءة النقدية للنصوص الأدبية والتحليل النقدي لها، بما يثري المكتبة القطرية، ويساهم في تطور المشهد الثقافي والفكري بالدولة، وتشجيع حركة التأليف ودعم الكتاب القطريين وتبادل الخبرات بينهم لا سيما في ظل الظروف الحالية التي تعيشها قطر على غرار بقية بلدان العالم بسبب انتشار فيروس كورونا الذي اجبر الجميع على ملازمة المنزل.
ومن المنتظر أن يثري الجلسات النقدية القادمة مجموعة من النقاد المتخصصين من أوكرانيا وإيطاليا باريس والسويد والهند وتركيا وإيران لتحليل نصوص أدبية وسردية قطرية خاصة، وعربية عامة.
03 يونيو, 2020
الملتقى القطري للمؤلفين يناقش الزمن وتوليد الحكاية في الرواية القطرية
