بث الملتقى القطري للمؤلفين مساء الخميس عبر قناة يوتيوب وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي الجلسة الثانية من مبادرة “كلمات” التي تشرف عليها وتديرها الكاتبة منى بابتي وتم استضافة الإعلامي حيدر السعد والصحفي الإعلامي ماجد محمود البريكان والإعلامي أحمد فاضل من العراق لمناقشة جملة من الموضوعات الثقافية مع الاعلاميتين القطريتين الأستاذة إيمان المعبي والاستاذة زهرة السيد جعف
وساهمت مشاركة الأستاذ صالح غريب مدير البرامج بالملتقى في اثراء الحوار
في مستهل الجلسة أكد الأستاذ حيدر السعد الإعلامي والناشط في مجال الدفاع عن حقوق الصحافيين أن مواقع التواصل الاجتماعي فتحت المجال للشباب لمناقشة جميع القضايا الآنية سواء اكانت اجتماعية سياسية أو حتى دينية و طرح أفكارهم ورؤاهم حول كل ما يتعلق بهم، مشيرا إلى أن مختلف وسائل الاعلام تحاول مخاطبة هذا الجيل وتكثيف الرسائل الموجهة لها بطريقة تتوافق مع فكره واهتماماته مؤكدا أن الكلمة هي المفتاح الأول للتواصل وأن تقنيات التواصل يجب أن تتوازى مع مستوى فكرهم و أن الجيل القديم يجب أن يتأقلم مع مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر جديدة عليه كما يجب أن يحاول الاقتراب من الشباب سواء من خلال التقنيات ومن خلال المفردات المستخدمة .
وأوضح أن فئة الشباب في دولة العراق مستهدفة من وسائل الاعلام العالمية والعربية حتى أن بعضهم يساقون نحو قوالب إعلامية معينة و يؤمنون ويتبون بعض الأفكار وينحتون لأنفسهم مصطلحات خاصة، فصارت الكلمة تعكس فكرا وأيديولوجيا أو حتى جهة سياسية معينة و بعض المصطلحات الدخيلة أصبحت تستخدم للتحقير أو الاستفزاز وبعض الكلمات صارت بمثابة تهم تلقى على بعض الأشخاص وتكون سببا في سد باب الحوار، ودعا الشباب إلى تحكيم العقل والمنطق وعدم الانجرار وراء الاستفزازات وفتح باب الحوار وتقبل الاختلاف وتوحيد الكلمة بين الأجيال ليتمكن الجيل القديم من تسليم المشعل للجيل الجديد الذي سيواصل طريق البناء والتطوير.
وفي رد على سؤال الأستاذ صالح غريب حول الفجوة الفكرية بين الأجيال وتأثيرها على التواصل استشهدت الإعلامية زهرة بمقولة الأديبة حصة العوضي التي قالت أن “للكلمة سحرها و سلطتها” مشيرة أنه لا يمكن لأحد إنكار سحر الكلمة وتجاهله لأنها قوة بناءة وهدامة في نفس الوقت، مؤكدة أن المثقفين لا يجب أن يكونوا بعيدين عن لغة المجتمع ومصطلحاته أن سبب الفجوة بين المجتمع والفئة المثقفة أن المجتمع غير قادر على مجاراة مستوى فكر المثقفين ، و دعت الى التشبع من الأدب العربي والثقافة بشكل عام والاطلاع والبحث ليكون الفرد قادرا على المساهمة في تثقيف مجتمعه وتنميته، مؤكدة أن وسائل التواصل الحديثة ضيقت الفجوة بين الأجيال وسهلت التواصل، ودعت الفئة المثقفة والجيل القديم الى انتقاء الكلمات البسيطة والمعبرة والابتعاد على الكلمات المعقدة مؤكدة أن ذكاء الكاتب والمثقف يكمن في إيصال الأفكار العميقة والإيجابية من خلال الكلمة البسيطة.
وقال مراسل قناة بي بي سي الإعلامي أحمد فاضل أن التجربة في العراق حتمت على الفئة المثقفة والقادة في المجتمع اختيار الكلمة لنقل الحقائق بحيادية والحفاظ على حياة وسلامة الناس وأمن المجتمع الناس باعتبار الكلمة سلاحا اقوى من الرصاص فلا بد من تهذيب الكلمة فبعض الكلمات تكون سببا في الفتنة لأنها تحرض على العنف والقتل وتحرض على العنف بين أبناء البلد الواحد، مشيرا الى أن بعض الكلمات التي اذيعت عبر وسائل الاعلام غذت الطائفية في العراق وهو ما جعله يحرص على تجاوز بعض الكلمات في التقارير الإعلامية التي يقدمها مؤكدا أن بعض الكلمات التي كتبت ونشرت وأذيعت كانت من بين الأسباب التي أدت إلى تأزيم الأوضاع في العراق، مؤكدا أن وجود مؤسسة رصينة ومحايدة تعمل على اصلاح المجتمعات وما دمرته الحروب من خلال تثقيف الشباب وتوجيههم وهو ما سيحدث تغييرا كبيرا على مستوى الفكر وبالتالي على مستوى المجتمع، مؤكدا انه لا بد من بذل الجهد لنشر السلام وقيادة الشباب من خلال حسن اختيار الكلمة المناسبة لاسيما في الظروف الاستثنائية والمواقف الحساسة، ودعا الى حسن استعمال مواقع التواصل الاجتماعي التي يمكن أن تكون وسيلة لانعاش حب الحياة لدى الشعوب التي تعاني من عدم الاستقرار ودعا الإعلاميين الى مراعاة ضميرهم وتحكيم عقولهم وحسن اختيار الكلمات لحماية أوطانهم و أبنائهم وتجنب الفتن.
في السياق ذاته قالت الإعلامية ايمان الكعبي أن الكلمة يمكن أن تقلب الموازين وألقت الضوء على ظاهرة التنمر وما قد تخلفه من اثار سلبية على الضحية، مشيرة الى أن المصطلحات إلى تغيير وجهة حياة بعض الأشخاص وتحطيم أحلامهم والحط من معنوياتهم حتى أن الكلمة قادرة على إحباط مسيرة فنان وجر البعض الى طريق الاجرام و كما يمكنه في نفس الوقت ان تكونا حافزا وسببا في نجاح البعض حتى أن الكلمة يمكن أن تحفر في كيان الشخص وتحدد مسار حياته فالكلمة حادة أكثر من السكين وجرحها يظل غائرا لا يداويه الزمن ، وأوضحت اننا الدين الإسلامي الحنيف حثنا على الكلمة الطيبة باعتبار الكلمة مفتاح القلوب ولا يجب الاستهانة بقوة الكلمة ومراعاة مشاعر الأشخاص، فالكلمة كانت سببا في اندلاع حروب وانتهاء أخرى، وعرجت على موضوع تربية الطفل و تأثير الكلمة في بناء شخصيته وتحديد ملامح مستقبله وهو ما أكده العلم ودعت الأولياء الى حسن انتقاء الكلمات مع أبنائهم .
واختتم الجلسة الأستاذ ماجد الذي اعتبر الكلمة الخط الفاصل بين الخير والشر وهي الأداة التي يمكن أن تنشر الوعي أو تكون سببا في تفشي الجهل وهي الخط الفاصل بين الخراب والعمران واستشهد بمقولة” بدأت الحضارة عندما قام رجل غاضب بقول كلمة بدل القاء الحجارة” معتبرا الكلمة مسؤولية باعتبار أن معظم الأحداث التي غيرت مسار التاريخ كان بسبب كلمة مشيرا الى ان المسؤولية التي تقع على الإعلاميين والفئة المثقفة كبيرة ومضاعفة لان كلمتهم لها امتداد وانتشار أوسع وبالتالي عليهم أن يكونوا أكثر حذرا لاسيما في البلدان التي تعيش أوضاعا استثنائية فسوء استخدام الكلمة المبهمة أو غير الواضحة و حمالة معاني قد يؤدي الى مشاكل كبيرة وعميقة قد تهز الاستقرار الهش.
ومن المنتظر أن تتواصل فعاليات ” كلمات” نهاية شهر يوليو وطيلة شهر أغسطس حيث ستتم استضافة نخبة من المثقفين من عدة بلدان عربية، وستستضيف هذه المبادرة الأسبوع المقبل مجموعة من الكتاب والمثقفين من دولة الجزائر للحديث حول الكلمات التي تعبد الطريق للنجاح والجوائز.
27 يوليو, 2020
الملتقى القطري للمؤلفين يفتح جسور التواصل مع العراق عبر أثير الكلمات
