شهدت المكتبة الوطنية بروما، ندوة لتقديم الترجمة العربية لكتاب الفيلسوف الإيطالي “أومبرتو جاليمبرتي” التي أنجزتها د. نجلاء والي المترجمة والأكاديمية بجامعة تورينو، والكتاب باكورة إصدارات نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، التابع لوزارة الثقافة.
جاءت الندوة في إطار أنشطة المكتب الثقافي المصري للموسم الثقافي 2022/2023 وضمن فعاليات الأسبوع الثقافي المصري للغة العربية والثقافة المصرية في إيطاليا، وإحياءً للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية. وقدمت الندوة الدكتورة مروة علي فوزي، الملحق الثقافي المصري بسفارة مصر بروما.

وقامت المترجمة د. نجلاء والي بعرض أهم ما يتضمنه كتاب انفعالات والذي يتناول أيضًا تحديات ثورة تكنولوجيا المعلومات وتأثيرها على رؤية الانسان لذاته وللمجتمع ولاسيما تأثر الجيل الجديد بهذه الثورة في ظل رقمنة التعليم، كما تحدثت عن نادي الجسرة الذي يعد من أعرق الهيئات الثقافية في دول الخليج العربي، وعن السلسلة التي صدر في إطارها الكتاب.
كما تولت الترجمة للكاتب الذي تحدث عن كتابه وعن أهمية الفلسفة والدراسات الإنسانية في العصر الحديث، وأعرب “جاليمبرتي” عن سعادته بصدور أول عمل له يترجم إلى اللغة العربية التي وصفها بأكثر اللغات سحراً وثراءً.
وتحدث جاليمبرتي عن الانفعالات والمشاعر منذ أفلاطون إلى اليوم، وحالتها اليوم في ظل المستحدثات الجديدة في الاتصال وأثر شبكة الانترنت ورقمنة المناهج الدراسية على المشاعر من جهة وعلى القدرة على التحصيل الدراسي من جهة أخرى.
ولاقت الندوة استحسانا كبيراً وصفق لها الحضور كثيراً. وفي ردوده على أسئلة الحضور دعا الفيلسوف الإيطالي إلى حماية مستقبل “جيل الديجيتال” الذي لم يدرك بعد أن الشبكة الإلكترونية ليست “وسيلة” تحت تصرفهم يستخدمونها كما يشاءون ولكنه “عالم” ينتمي إلى فئة ومفهوم يختلف عن فئة الوسيلة، ينغمسون فيه تمامًا. وهذا العالم يقوم بقولبتهم دون أن يدروا، ويغير من طرق تفكيرهم ومشاعرهم ويسبب ما يسمى بـ “تبدد الواقع” فيصبح من الصعب التمييز بين العالم الواقعي والافتراضي الذي يعيشونه فيه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مما يؤدي إلى “انفصام عن المجتمع” نتيجة للعزلة الجماعية لمن يحيا.
حضر الندوة ممثلو عدد من السفارات العربية وعدد كبير من الجمهور الإيطالي والعربي.