عقدت مساء أمس الأول ندوة حول مسيرة المسرح القطري على مدى نصف قرن، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي ال 34 والذي تستمر فعالياته حتى 27 مارس الجاري. وتحدثَ خلال الندوة التي أدارها السيد علي الخلف، كل من الدكتور حسن رشيد، والفنان عبدالله أحمد.
واستهلَ د. حسن رشيد مداخلتَه بالتطرق إلى أبرز المحطات في تاريخ المسرح القطري خلال نصف قرنٍ عبر رصد حركة المسرح وتطوراتها لعدة أجيالٍ متلاحقة، كما تحدثَ عن فنانين كثيرين ممن أثروا كثيرًا في دفع عجلة المسرح في تقدمه وتطوره نـحو الأمام. وعاد د. حسن رشيد إلى بدايات المسرح القطري عام 1972 وكيف ارتبط مع بعض الأعمال الإذاعية، وتحدثَ رشيد عن الأعمال المسرحية وممثلي هذا الفن من الرواد والمعاصرين، وتحليل نماذج من الأعمال البارزة، مستعرضًا بعض التفاصيل والذكريات وأبرز محطات المسرح في قطر والتعرف على المبدعين والرموز في هذا المجال، مستذكرًا كثيرين رافقهم في المسرح ولا يزال تأثيرهم باقيًا وسيظل، مشيرًا إلى أهمية الاعتناء بالنقد المسرحي باعتباره مكملًا للحركة الفنيّة.
ولفتَ إلى أن تطوير المسرح المحلي ينبغي أن يشمل حراكًا شاملًا في الحركة المسرحية، بحيث يصبح المسرح مسيطرًا على المجال الفني.
من جهته، قال الفنان عبدالله أحمد: إن الحركة المسرحية القطرية مرت بما مرت به المسارح العالمية من مراحل مع فارقٍ زمني، وضرب مثالًا على ذلك عندما كان الرجال يقومون بأدوار النساء، وأشار إلى أن ذلك دليل على أن الحركة المسرحية القطرية بدأت بطريقةٍ صحيحة، وطالب الفنان أحمد في هذا الإطار بأن يتم تقديم أعمال مسرحية على مدار العام، وليس فقط من خلال مدةٍ قصيرةٍ معينة، مضيفًا: إنه لا بد من الاستمرارية في تقديم الأعمال المسرحية مثلما كان في الوقت السابق، حيث كانت توجد 4 فرقٍ مسرحية وكل فرقة تقدم على الأقل خمسة عروضٍ مسرحية خلال موسمٍ واحد متنوعة، منها مسرح عالمي ومسرح محلي ومسرحيات أطفال، حصلت على العديد من الجوائز.
وأضافَ: إنه يجب أن يتم تأهيلُ الشباب للانخراط في العمل المسرحي بمختلف عناصره، سواء كان ذلك على مستوى التمثيل أو الإخراج أو غير ذلك من منظومة العمل المسرحي المتكامل، مشددًا على أهمية أن يشملَ هذا التأهيل أيضًا إقامة ورش مسرحية متخصصة، لتنمية مواهب الشباب المسرحيّة. وأوضحَ أن الشباب لديهم مواهب فنيةٍ ثرية، يجب توظيفُها في أعمال مسرحية واعدة، وأنهم بحاجة إلى من يدعمُ هذه المواهب، فيثريها، ويعمل على توظيفها في أعمال مسرحيّة راقية.
23 مارس, 2022
المسرح القطري.. نصف قرن من الإبداع
