أثبتت المرأةُ القطرية على مدار أعوام حضورَها في قطاعات الثقافة فكان حضورًا ملهمًا وعطاءً، امتد ليغطي كافة أركان الفكر، وبذلك احتلت المرأة دورًا بارزًا في تلك المجالات بدولة قطر، حيث أصبحت تنافس الرجل الأديب والتشكيلي والفنان والكاتب، وذلك في كافة أشكال الثقافة، فقامت بجهد فاعل من خلال إسهامها في شتى المجالات الفكرية داخل المجتمع القطري. وفي مجتمع يشجع الفتيات للسعي إلى التعليم بالوصول لكافة المراحل الممكنة ومواصلة تطوير مهاراتهن في كافة المجالات، أصبح دور المرأة القطرية مهمًا وفعالًا في التطور السريع الذي يشهده قطاع الثقافة.
وخلال استطلاع آراء مجموعة من الفنانات في مجالات ثقافية مختلفة للحديث حول إسهامات المرأة القطرية في الثقافة عمومًا، وحضورها في الأدب النسوي القطري وما وصلت له حاليًا، نشير إلى أبرز الطموحات والاقتراحات التي من شأنها تطوير ميدان المرأة الثقافي، وجاء في مجمل حديثهن أن المرأة القطرية نسجت واقعها بخيوط من ذهب في مجتمع يدرك جيدًا الدور الجلي للمرأة، وعلى ذلك تحرص الدولة باستمرار على تعزيز دورها بما يليق بالإيمان العميق بمكانة المرأة القطرية وقدرتها على القيام بكافة الأدوار الفكرية، وأداء الأدوار المنوط بها بكل حيوية وفاعلية ومسؤولية، فالنساء في العالم لديهن حدود فيما يتاح لهن إنجازه، ولكن الآفاق في قطر أوسع بكثير، فبإمكان المرأة السعي لتحقيق طموحها على كافة المستويات.
مريم الحمادي:كنت أول سيدة تدير إدارة الثقافة والفنون
من جانبها قالت مريم ياسين الحمادي مُدير إدارة الثقافة والفنون المدير العام للملتقى القطري للمؤلفين: إن المرأةَ في دولة قطر تشارك بكثافة في الثقافة، سواء كان ذلك رسميًا أو مجتمعيًا، وأشارت إلى أنه على المستوى الرسمي، فإن كثيرًا من الإدارات في وزارة الثقافة تشغل قيادتها سيدات، لهن خبرة طويلة في مجالات الثقافة، وقالت: شخصيًا كان لي الشرف بأن أكون أول سيدة تدير إدارة الثقافة والفنون في وزارة الثقافة وأول مدير للملتقى القطري للمؤلفين، كما أن هناك الكثيرات من زميلاتي العزيزات من أبناء الوزارة ممن تراكمت لديهن الخبرة، وتمكنّ من الاستمرار في العمل لسنوات طويلة بين مجالات الثقافة، وأضافت: لدينا مديرات قديرات مثل الأستاذة شيماء السويدي مديرة إدارة الشؤون القانونية والأستاذة آمنة البوعينين مديرة إدارة الجودة، والأستاذة عائشة المحمود مديرة إدارة العلاقات العامة، والشيخة نجلاء مديرة إدارة الهوية والتراث، والأستاذة عبير الكواري مديرة إدارة المطبوعات ومديرة مركز الفنون البصرية الأستاذة هدى السعدي ونائبة مدير مركز نوماس د. هيا المعضادي والأستاذة مريم المهندي والعديد من رؤساء الأقسام. وأكدت أنه بالإضافة لذلك شهد القطاعُ الثقافي شبه تواجد شخصيات ثقافية مثلت حضورًا قويًا في مجالات عديدة مثل سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة هيئة متاحف قطر، وقد تم إعلان اسم سعادتها ضمن أكثر الشخصيات تأثيرًا في الفن في قائمة المئة وظهرت في قائمة فوربس لأقوى 100 امرأة في العالم، وكذلك الأستاذة فاطمة الرميحي التي تقوم بقيادة مؤسسة الدوحة للأفلام، والدكتورة حياة معرفية المدير التنفيذي لمناظرات قطر، كما برز العديد من الزميلات في مؤسسة كتارا مثل الأستاذة ملكة شريم ومديرات الإدارات الثقافية والتعاون الدولي، وشخصيات نسائية ثقافية في السنوات الثقافية مثل الأستاذة عائشة العطية، والأستاذة عبير الكواري في مكتبة قطر الوطنية، والأستاذة بثينة الجناحي رئيسة قسم الثقافة والفنون في جامعة قطر، ونوّهت إلى أن هذه بعض الأسماء ولا يزال هناك العديد منها، مضيفة: من القطاع العام للقطاع الخاص تميزت الدكتورة عائشة الكواري في مجال الكتب والعديد من الفنانات اللاتي نقلن الفن القطري والتراث، وقالت: سأنتقل لصاحبات المبادرات الثقافية، من الكاتبات والمثقفات والفنانات وصاحبات المبادرات والمشاريع الثقافية مثل مقعد الضحى في مدينة الخور ومشروع هويتي، والكثير مما كانت المرأة معطاءة حياله.
وفيقة سلطان: تكريمي اليوم تقدير لكفاح المرأة القطرية
في ذات السياق سيشهدُ مركزُ الفنون البصرية وجاليري القصار اليوم تكريم الفنانة وفيقة سلطان ضمن فعاليات تم تخصيصها للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، ومن جانبها عبرت وفيقة سلطان عن سعادتها بهذا التكريم الذي وصفته بأنه تقدير للمرأة القطرية ولكفاحها في وقت كانت فيه الساحة التشكيلية القطرية في بداية طريقها، وأكدت أن الساحةَ اليوم مليئةٌ بفنانات متميزات، وأكدت أن نجاح المجال التشكيلي القطري يرجع إلى حرص الدولة على تبني الكثير من الفنانين التشكيليين وإتاحة العديد من الفرص لهم، وكانت في ذلك دائمًا تضع المرأة محل تقدير ومساواة مع الرجل، وهو ما مكنها من دراسة الفنون التطبيقية في الخارج وعودتها لترى الاهتمام الكبير الذي توليه المؤسسات الرسمية والمجتمع ذاته للمرأة، وهو ما اعتبرته أحد أسباب استمرار نجاحاتها الشخصية، حيث حظيت بحضور العديد من المحافل الدولية والمعارض العالمية التي تستدعي الوجه الثقافي لقطر، في وقت لم تسع فيه لامتهان الفن بل إنها تركت العنان لموهبتها، لتتواجد في الساحة التشكيلية دون أن تعمل على أن يكون الفن بالنسبة لها مجرد مهنة، ثم انطلقت في مجال الأعمال الحرة، واستطاعت أن توجد لها مكانًا في مجال الديكور والتصميم المعماري، لافتة إلى أن أحد أسباب تكريمها هو كونها سعت خلال مشوارها العملي لصنع حالة تكاملية تجمع ما بين موهبتها كفنانة تشكيلية تنتمي إلى جيل الرواد مع جوانب أخرى شكلت حيزًا من اهتماماتها كسيدة أعمال ومهندسة ديكور فضلًا عن مزاولة مهنة التصميم المعماري والفنون الجميلة على مستويات مُختلفة.
فاطمة العتبي:خطوات مشرّفة على كافة الأصعدة
من جانبها قالت الكاتبةُ فاطمة العتبي: إن المرأة القطرية استطاعت أن تخطو خطوات مشرّفة على كافة الأصعدة، بما يتناسب مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر ومتطلباته، وذلك بفضل من الله، ثم بدعم القيادة الرشيدة، وأكدت على أنه لا تطور وارتقاء للمجتمعات دون خُطة استراتيجية تدرس الواقع وتخطط للمستقبل القريب والبعيد على حدٍ سواء، وقالت: إن المتابع للمشهد الثقافي المحلي داخل قطر يستطيع أن يشاهد تلك التغيرات والتي تجلت في ازدهار الثقافة عمومًا وما تزامن مع ذلك من تواجد قوي للمرأة في ميادين الفكر والأدب، ورأت أن ما أسهمت به وزارة الثقافة والأندية الأدبية وملتقى المؤلفين القطريين مثلٌ بارزٌ في ذلك، مؤكدة على أن للمرأة القطرية المثقفة مشاركات واضحة ودورًا بارزًا فيها، بل إن المشهد يتجه أكثر وأكثر صوب تفعيل دور المرأة، حيث امتد ذلك إلى كافة الميادين بما فيه ميدان الثقافة والفن والأدب، ورأت العتبي أنه لا بد من تفعيل أكبر لمشاركة المرأة مع تنامي حضورها على المستويات الإبداعية كافة، والعمل على دعم المبدعات ما سيزيد بدوره بصورة أكبر من عدد الكاتبات الروائيات والقاصات والشاعرات، بل كاتبات المقال أيضًا، وقالت: مع تنامي عدد المثقفات والفنانات وزيادة وعيهن وحرصهن على إثبات وجودهن، كان لا بد من وقفة لتفعيل مشاركة المرأة بشكل أكبر.
منى البدر:نجحت أسريًا وإداريًا
قالت الفنانةُ منى البدر: في هذا اليوم المتميز نـحتفل جميعًا بأنفسنا لما حققناه من نهضة ومساهمة فعالة وواضحة في تنمية المجتمع القطري، مشددة على أن المرأة القطرية ما زالت تساهم بدورها القوي والراسخ في بناء الكيان الأسري، حيث بناء أجيال واعدة تحافظ على مجتمعها وتحقق نجاحاتها وبالإضافة إلى ذلك باتت المرأة جزءًا أصيلًا لا يتجزأ في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، فنجحت إداريًا، وقالت: أصبحنا نرى المرأة ناجحة ومتمكنة من كافة أدواتها في الأدب والفن، وفي كافة الميادين الأخرى، فنراها أصبحت ناجحة في الاقتصاد والهندسة وما إلى ذلك، وقدمت البدر تحية لكل السيدات اللواتي لم يدخرن جهدًا في رفعة بلادهن، وقالت إن ما تقدمه المرأة القطرية والتي تمثل الأخت والزوجة والأم ساهم في النهضة الكبيرة التي باتت تشهدها دولة قطر اليوم، فاستحقت التقدير على ذلك، خاصة بعد أن حققت مكانتها الرفيعة في كافة الميادين، واستطاعت أن تتميز على نـحوٍ كبير، ما يجعلنا نقول: لا يمكن أن يكون ما قدمته المرأة أقل مما قدمه الرجال، وذلك على خريطه الثقافة العربية والعالمية، خاصة بعد أن نالت الكثير من المبدعات التكريم وحصدت الجوائز الدولية ومثلت قطر على المستويين الإقليمي والدولي في العديد من المحافل الفنية والثقافيّة الهامة.
حنان الشرشني: أسهمن بشكل قوي في الأدب
تقول الروائيةُ حنان الشرشني: في وقتنا المعاصر نجد أن المرأةَ القطريةً أثرت وأسهمت بشكل قوي في مجال الأدب بشكل عام وفي الأدب النسوي بشكل خاص، فقد نسجت واقعها وطموحاتها بخيوط من ذهب في كافة مجالات الأدب سواء في فن القصة القصيرة وفن الرواية والشعر الفصيح أو العامية. بالإضافة إلى ذلك ولادة أقلام جديدة تحاكي وتلامس قضايا جيلهم من زوايا مختلفة. وأشارت الشرشني إلى مجموعة من المقترحات، والتي من شأنها تعزيز دور المرأة في الأدب ومن أهمها: تكريم المبدعات، وتشجيعهن ماديًا ومعنويًا لإثراء الأدب بإنتاجهن المميز، وتبني الأقلام الشابة والواعدة ورعايتها وحفظ حقوقهن الملكية، إعادة نشر الإنتاج الأدبي النسوي القطري بوسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الكتب المسموعة أو صناعة محتوى درامي منه إن كان مرئيًا أو مسموعًا لتعريف الأجيال بها. خاصة أن تلك الإسهامات كانت بمثابة تأريخ لحقبات معينة في حياة المرأة القطرية، ومن الضروري إلقاء الضوء عليها وعدم تغييب دورها، فالأدب النسوي القطري كان قائمًا بذاته منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي كانت بدورها بذرة وبداية النمو والازدهار في كافة مجالات المجتمع القطري. أما عن الحلول المقترحة لبعض مشكلات الأديبات والتي تمنت أن تراها متحققة على أرض الواقع، فقالت: من الضروري إيجاد دور نشر قطرية تتبنى الأقلام الواعدة وترعاها وتوزع إنتاجها الأدبي على نطاق واسع خارج قطر، إلى جانب إيجاد مركز ترجمة متخصص بشكل فعّال بالترجمة لفنون الأدب على وجه خاص، وذلك من أجل الوصول بالأدب النسوي القطري للعالميّة.