واصلَ المُلتقى القطري للمؤلفين الاحتفاء باللغة العربية وإلقاء الضوء على قضاياها خلال فعاليات النسخة الحادية والثلاثين بمعرض الدوحة الدولي للكتاب الذي اختتم أعماله أمس. وقد عقد الملتقى ندوتَين عبر جناحه الخاص بالمعرض سعيًا لتعزيز المكانة العلمية والبحثية للغة الضاد في مواجهة تيارات العولمة والاستغراب التي يشهدها العالم حاليًا.
وجاءت الندوة الأولى بعنوان «هل العربيّة تحتضر؟»، بينما تناولت الثانية نظرية السياق في اللغة العربية بأنواعه المتعددة وهي: السياق اللغوي والعاطفي والثقافي وسياق الموقف. وقد أكدت الندوتان أن اللغة العربية باقية وقوية بسماتها وتميزها وتفردها بين باقي اللغات.
وقال الأستاذ فضل حميدان مقدم ندوة «هل اللغة العربية تحتضر؟»: إن هذا السؤال من كلام الإنشاء الذي ما زال أعداء العربيّة يكررونه من قرون، وأن الدّراسات اللسانية العالمية التي تقوم في جامعات العالم الغربيّ منطلقة من نظريات علم اللغة الحديث تُجمع على أنّ اللغة العربيّة بسماتها المميزة، وبنياتها القياسيّة، وإمكاناتها الصوتية الهائلة يؤهلّها ذلك لأن تكونَ لغةً مشتركةً للعالم أجمع.
وفي السياق ذاته وخلال الندوة الثانية، تحدث الأستاذ خالد عياد الباحث اللغوي في قضية من قضايا علم اللغة الحديث وهي (نظرية السياق في اللغة العربية)، فأكد أهمية اللغة العربية وغناها وفخرنا بها، وقام بالتعريف بمفهوم السياق وهو البيئة المحيطة بالنص أو الجملة أو الكلام بشكل عام، منوهًا بأهمية السياق في فهم المعنى المقصود، والوظيفة الاجتماعية التي تؤديها اللغة، وكذلك التعريف بأهمّ العلماء الذين نشطوا في الدراسات اللغوية السياقية في العصرين القديم والحديث.