دعما للشعر النبطي وشعرائه في قطر، وتأكيدا لشراكتها مع المؤسسات التي تعنى بالشعر والثقافة في الدولة، وتحت رعاية سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، أطلقت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني مساء أمس بفندق (الريان) أضخم مسابقة في الشعر تحمل عنوان "ديوان الأدعم، بحضور كل من سعادة السيد فالح العجلان الهاجري، مستشار وزير الثقافة والرياضة، والسيد حمد الزكيبا مدير إدارة الثقافة والفنون بالوزارة، والشاعر شبيب بن عرار الرمزاني، مدير مركز قطر للشعر "ديوان العرب"، ولفيف من الشعراء والمهتمين. انطلق الحفل شعرًا، حيث تألقت الطفلة الشاعرة فجر بنت حمد البريدي بإلقائها المميز لقصيدة (صون الأمانة) للشاعر فهد عمير النعيمي، كما شنّف الشاعران الفائزان في مسابقة شاعر الجامعات علي أحمد الكواري، ومتعب علي الصعاق بقصيدتين تفاعل معها الحضور. في كلمة بالمناسبة، قال سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة: لاشك أن الشعر في قطر جزء من الشعر العربي، وأول ديوان نبطي صدر في قطر عام 1906، هو ديوان المؤسس، رحمه الله، اللبنة الأولى للمنجز الشعري في قطر منذ جيل التأسيس. وأشار سعادته إلى أن الشعراء كانوا يقولون الشعر لأنهم يشعرون بأنهم جزء من هذا الوطن وعليهم التعبير بالموهبة، فكان نتاجا يعبر عن الإخلاص، وكانت تلك القصائد ولازالت مرجعا يستقي منه الباحث الأحداث. وأضاف وزير الثقافة والرياضة قائلا: الشعر القطري مميز عن غيره سواء في الجزيرة العربية أو في العالم العربي، ويأتي (ديوان الأدعم) استمرارا لهذا العطاء في الشعر، وما يميز هذه المسابقة هو عمقها الفكري والوجداني، والتصاقها بأخلاق المجتمع القطري وأماله وتحدياته وأفراحه وأحزانه.. ولفت سعادة صلاح بن غانم العلي إلى أن لجنة تحكيم المسابقة لن تكون من الشعراء فقط، بل أيضا من مختصين في علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة، حيث سيقيمون القصيدة من خلالها أبعادها الوجدانية.. وأكد سعادته أن هذه المسابقة ستكون على أعلى مستوى من حيث التنظيم والجوائز والمضمون، وأن الرهان الحقيقي سيكون على قوة الشعر وتدفقه في وجدان القطريين. أهمية الشعر في قطر من جانب آخر، تطرق كل من سعادة السيد فالح العجلان الهاجري، والسيد حمد الزكيبا، والشاعر شبيب بن عرار الرمزاني، في كلمات بمناسبة إطلاق المسابقة إلى مكانة الشعر وأهميته في قطر، وامتداده التاريخي، والمضامين التي تأسست عليها التجارب الأولى، مؤكدين أن أهمية الشعر تتأتى من مدى التصاقه بالمجتمع القطري، وتعبيره الصادق عن قيمه ومقومات تقدمه وأصالته. في هذا الإطار قال سعادة فالح العجلان الهاجري إن للشعر نصيبا كبيرا من اهتمام المسؤولين بوزارة الثقافة، ومن اهتمام وسائل الإعلام المختلفة، لكنه لم يكن تحت مظلة متخصصة في الشعر، ودائما ما يرتبط بوزارة الثقافة وبإدارة الثقافة والفنون على وجه التحديد.. مشيرا إلى أن الطموحات الكبيرة يجب أن ترتبط باستراتيجيات وفق خطط خمسية وعشرية حتى تخرج بنتائج حقيقية، مؤكدا أن الشعر ليس جديدا في قطر، وأن الطموحات أكبر مما هو عليه الآن. في السياق ذاته توجه السيد حمد الزكيبا بالشكر للجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني على هذه المبادرة التي قال إنها تضاف إلى المبادرات الكبيرة المشهود لها، لافتا إلى الدور الذي تقوم به وزارة الثقافة والرياضة في تعزيز الشراكة مع المؤسسات داخل الدولة. وقال: يهدف إطلاق هذه الفعالية إلى تعزيز الولاء والتكاتف والاعتزاز بالهوية الوطنية.. مضيفا: تهدف الفعالية لاكتشاف المواهب الشعرية، وتعزيز الهوية الوطنية في قطر، بدءا بتعزيز المواطنة والتكاتف المجتمعي والاعتناء بالعمل والاهتمام بالوقت. وأشار حمد الزكيبا إلى أن الشعراء هم السفراء الحقيقيون لتحقيق كل ذلك. مسابقة تختص بالشعر النبطي أما الشاعر شبيب بن عرار الرمزاني، مدير مركز قطر للشعر "ديوان العرب"، فقال في كلمة بالمناسبة: لنا إرث عظيم من الشعر ومن الجزالة القيمية والأخلاقية، وإبداع أجدادنا وأسلافنا في ما قدموه من شعر، وهو ما يضع على عاتقنا اليوم مسؤولية كبيرة. مشيرا إلى أن الشعر رسالة سامية، ودور الشاعر أن يوصل هذه الرسالة برفعة الأخلاق وسموها. وأضاف شبيب بن عرار قائلا: الشعراء في قطر نجوم ومواهب كثيرة سطروا إبداعاتهم بأحرف من ذهب على مستوى الساحة الخليجية. لا يخفى على الجميع نجومية شعراء قطر في شتى أغراض الشعر، سواء في النظم أو في المحاورة أو في الشلات أو في غيرها، ومن الواجب علينا دعم الشعراء بالمسابقات والارتقاء بالمواهب. ولفت بن عرار إلى أن فعالية (ديوان الأدعم) هي مسابقة ضخمة تختص بالشعر النبطي، أطلقتها اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني ضمن فعاليات اليوم الوطني للعام الجاري بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة ومركز الشعر. وقال: تقوم المبادرة على المنافسة بين شعراء النبط من مواطنين ومقيمين على أرض قطر، وفق ضوابط معينة، وتهدف إلى تشجيع الشعراء على التجديد في الأسلوب وإيجاد بيئة تنافسية تدفعهم للإبداع والارتقاء بالذائقة الشعرية، واكتشاف المواهب الشعرية الشابة، ومنحها الفرص للاحتكاك بأصحاب الخبرة من الشعراء. وتابع: تمتد المسابقة على مراحل عديدة وفقا لمجموعة من الضوابط، أما المواضيع فهي مختلفة منها بعض المواضيع المحددة من قبل اللجنة، وأخرى حرة تترك لإبداع الشاعر، وتسند في ختام المسابقة جوائز قيمة عبارة عن سيارات فخمة للمراكز الخمسة الأولى. وأشار شبيب بن عرار إلى أن فتح باب المشاركة في المسابقة سيكون يوم 10 أغسطس المقبل ويتواصل حتى 30 سبتمبر المقبل، وسيتم الإعلان عن تفاصيل المسابقة ضمن دليل سيصدر قبل الموعد المحدد للمشاركة، لافتا إلى أن المشاركة في السابقة تكون بثلاثة نصوص على ألا تقل أبيات القصيدة عن 7 أبيات ولا تزيد على 20 بيتا. وقال بن عرار: المشاركة في فعالية ديوان الأدعم لها ضوابط معينة كأن يكون الشاعر قطري الجنسية أو مقيما على أرض قطر، كما أنها مفتوحة للجنسين في الشعر النبطي، وقد تم اختيار لجان ذات كفاءة عالية للفرز ومقابلة الشعراء حتى الوصول إلى التصفيات النهائية التي يتوج فيها الشعراء بالمراكز الخمسة الأولى.