نظَّمَ الصالونُ الثقافيُّ ضمنَ فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين ندوة بعنوان تأثير الخطاب الديني على الشباب إعلاميًا والتي قدمها الأستاذ محمد الشبراوي واستضافت الاعلامي ومقدم برنامج أيام الله الاستاذ مجاهد شرارة.

وتناولت الندوة ثلاثة محاور وهي أزمة كورونا وتعامل العلماء معها والبودكاست والقنوات الدينية المتخصصة أما المحور الثالث فكان بعنوان الدعاة الجدد

وأكد شرارة أن جائحة كورونا كانت من التحديات التي واجهها العالم، وأثرت في العالم الإسلامي بدرجة غير مسبوقة، فظهرت أسئلة عديدة تتعلق بالعبادات والمعاملات، وانبرى العلماء يقدمون فتاوى ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمجريات الأحداث، مثل كيف نؤدي صلاة الجماعة في ظل التباعد الاجتماعي؟ هل تصح الصلاة خلف الإمام عبر التلفزيون أو الإنترنت؟ كيف ننظر إلى نعم الله التي قيّدتها الجائحة وركّزت الأنظار عليها؟

وأضاف الإعلامي مجاهد شرارة أن العلماء تمتّعوا بمرونة كبيرة في التعامل مع مستجدات الأمور الطارئة، واقتربوا كثيرًا من احتياجات الشباب وقضايا المجتمع، ما انعكس إيجابيًا على الشباب وإقبالهم على ممارسة الشعائر الإسلامية الحنيفة.

وبخصوص البودكاست وانتشاره بين الأوساط المختلفة في المجتمع العربي والإسلامي، قال شرارة إن إرهاصات البودكاست ظهرت عبر القنوات التلفزيونية الفضائية مثل قناة النَّاس، إذ قدّمت للجمهور العام عددًا من البرامج التي تحدث فيها الشيوخ والعلماء للناس بشكلُا مباشرًا، وفي نطاق قضية ملحّة، ما ربط النَّاس بتلك الموضوعات، ومع التعرف إلى البودكاست في صورته الحالية توسعت رقعة الاهتمام به وازدادت درجة الإقبال عليه.

وضرب أمثلة لعدد من النماذج الناجحة في مجال البودكاست، وكلها ترتبط بحاجة إنسانية ضرورية

وفي معرض رده على سؤال: لماذا اتجه عدد من العلماء إلى منصة تيك توك؟ قال مقدم برنامج “أيام الله” إن طرق الأبواب على اختلافها من أجل الوصول إلى الشباب والتأثير فيهم نهج اتبعه عدد من العلماء، كان في طليعتهم الدكتور سلمان العودة والشيخ نبيل العوضي والدكتور محمد العوضي، إذ إن ترك هذه المنصات بدعوى أنها تقدّم الترهات والسخافات لا يليق، إنما هي منصة يجب توظيفها بما يخدم دين الله، وعلى الدعاة أن يستثمروها وأن يدعوا إلى الله على بصيرة، وأن يُفعّلوا المنهج الرباني “وليتلطّف”، وهذا أدعى لقبول ما يعرضونه على الشباب.

وساق عددًا من الأمثلة للتدليل على ضرورة الدعوة إلى الله بالحسنى، وعواقب العنف في توجيه الأبناء.

وتحدّث مجاهد شرارة عن ظاهرة الدعاة الجدد وما تبعها من تباين في طريقة عرض الخطاب الدعوي، وقال إن ظهور عمرو خالد قوبل باستحسان منقطع النظير، لأنه انتقل إلى الشباب في المقاهى والنوادي، وتكلم بلسانهم ولم ينفصل عن مشكلاتهم الحياتية، وهو ما عزّز من المساحة المشتركة بينه وبين الجمهور المستهدف، ثم جاء من بعده عددًا ممن عرفوا لاحقًا باسم “الدّعاة الجدد”، واستمر تأثيرهم سنوات، إلى أن تغوّلت منصات التواصل الاجتماعي وقوّضت بدرجة ما الواقع ووسّعت رقعة العالم الافتراضي، ما ترتّب عليه ظهور فئة المؤثرين بالمجالات كافة، ومن بينها المؤثرين في المجال الدعوي، لدرجة أن الشباب يثقون بهم أكثر مما يثقون بالعلماء!