نظم متحف الفن الإسلامي أمس أمسية شعرية تراثية خاصة عن الشعر النبطي، أقيمت تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي للعام 2021. وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة ممثلة في مركز قطر للشعر «ديوان العرب». وقدم الأمسية الشعراء ناصر الوبير، حمد البريدي، وراضي الهاجري الذين كتبوا قصائد جديدة مستوحاة من قطر خاصة، تحلت جميعها بإظهار جماليات الشعر النبطي واتساع المواضيع ومناهج العرض وتنوّع الأغراض الشعرية، وذلك بغية إبراز هذا النوع من الفن واستقطاب الجمهور الكبير الذي يعشق هذا الشكل الإبداعي. وتميزت الأعمال الشعرية التي قدمها الشاعر ناصر البريدي بمناقشتها أمورًا اجتماعية متعددة، حيث تم من خلالها تسليط الضوء على العديد من المحاور المتماسة مع جمهور الشعر، كما أنها تنوعت متضمنة العديد من أغراض الشعر، فتنقل الشاعر بين ما هو عاطفي وما هو وطني يستحضر التاريخ ويحكي عن أمجاد الوطن بأعذب الألفاظ الشعرية، الأمر الذي أعجب الجمهور وجعله منسجمًا في استماعه لأعذب الكلمات التي قدمها البريدي.
بينما قام الشاعر ناصر الوبير بإلقاء عدد من قصائده ذات البُعد الاجتماعي، وأخرى وجدانية، واستطاع من خلالها الاستحواذ على أقصى حد من انتباه الجمهور منذ اللحظات الأولى لإلقاء أشعاره، فتمكن من ربط صالة الحضور بمنصة الشعراء عبر جسر تفاعلي، كان قوامه طرح موضوعات قادرة على شحذ العواطف والانفعالات، ومخاطبة العقل في الوقت ذاته بألفاظ جميلة ومعبرة. كما ألقى الشاعر راضي الهاجري عددًا من قصائده الجديدة خلال الأمسية، وقام كذلك بإلقاء عدد من قصائده القديمة والتي لطالما هام الجمهور وتعلق بها، ومن هنا ظهرت على وجوههم مظاهر الفرح بالتقائهم بالشاعر وزميليه في تلك الجلسة، حيث استمعوا لمجموعة كبيرة من القصائد المتنوّعة، التي تحلت بتنوعها من حيث الموضوعات وطريقة الطرح. يشار إلى أن متحف الفن الإسلامي قد اعتاد تنظيم مثل تلك الأنشطة الفنية التفاعلية التي من شأنها إثراء الحراك الإبداعي والتعريف بكافة أشكال الفنون، بما يُحقق تراكمًا في الخبرات والتجارب والمشاريع الثقافية والتراثية والفنيّة، التي تعود بالنفع على المشهد الثقافي في البلاد.