تتواصلُ فعاليات مبادرة «النقاد وما يقاربون»، التي ينظّمها الملتقى القطري للمؤلفين بهدف تعزيز ثقافة النقد داخل المجتمع، وذلك من خلال جلسة بعنوان «المشروع السيميائي من رهان الحداثة إلى إعادة قراءة التراث»، أدارها الدكتور عبد الحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب والمناهج النقدية والمقارنة بجامعة قطر، والمشرف على المُبادرة، وبحضور د. عائشة الدرمكي ناقدة وأكاديمية من سلطنة عُمان، مُتخصصة في سيميائيات التواصل، وتحدثت تحت عنوان «المشروع السيميائي من رهان الحداثة إلى إعادة قراءة التراث». وفي بداية الجلسة أشارت الدرمكي إلى أن تخصصها في السيميائيات يرجع إلى حبها للتراث، وذلك لأن السيميائيات مناهج اجتماعية وُلدت في الحقل العام الاجتماعي، وهكذا التراث فهو يشمل عالم الأساطير والحكايات والمعتقدات والسلوك، فكلاهما له منطلقات فلسفية، كما أن ذلك منهج حياة، وعندما نريد دراسة حياة الناس وفكرهم وطريقة حياتهم وتفسيرهم للظواهر الطبيعية فهذا يحتاج إلى دراسة، ومن هنا كان التخصص في السيميائيات، ويقصد به تحليل النص من جميع جوانبه دراسة سيميائية تغوص في أعماقه، وتستكشف مدلولاته المحتملة، مع محاولة ربط النص بالواقع، وما يمكن الاستفادة به، وأخذ العبر منه، ويركز على الرمزية والدلالات. وتحدثت الناقدة الدكتورة عائشة الدرمكي عن علاقة دراسة الموروث الشعبي والشفاهي خاصة بالسيمائية، طبقًا لكتابها «سيميائيات النص الشفاهي في عمان» موضحةً أن التراث الثقافي يرتكز على التواصل الشفاهي الذي أسفر عن الحفاظ على جزء هام من الحضارات وضمان استمراريتها عبر عصور عديدة من جيل إلى آخر بفضل الذاكرة الجماعية.
موضحة أنها قامت بتطبيق المنهج السيميائي على مجموعة من الحكايات الشعبية وبعض الممارسات الشعبية، فتمّ تحليل فن النيروز، والممارسات المرتبطة بظاهرة الخسوف.