أصدر نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي العدد الجديد من مجلته “الجسرة الثقافية”، خريف 2020، العدد رقم 56، حيث حفل العدد بالعديد من قضايا الثقافة المحلية والعربية.

واستهل السيد إبراهيم الجيدة، رئيس مجلس الإدارة، العدد بافتتاحية عنوانها “أول طلة”، أكد خلاله أن صدور هذا العدد يأتي “والثقافة العربية في مراحل فقدان بوصلتها التي اهتزت اهتزازاً كبيراً في العقود الأخيرة لأسباب عديدة، سياسية واقتصادية وثقافية وفكرية وحضارية واجتماعية، وغيرها، فضلاً عن تغير ثوابتها الحضارية”.

واعتبر الجيدة انحسار الديمقراطية سبباً مباشراً في ضعف الثقافة العربية وانهيارها، لاسيما ما يتعلق منها بالقيم الإنسانية والأعراف الاجتماعية والأبعاد الاقتصادية وغيرها، يضاف إلى ذلك ما تشهده الثقافة العربية من مسخ وتشويه وتغييب للقيم والمبادئ الراسخة التي كانت تمثل خصوصية لهذه الثقافة، ولا أدل على ذلك من الصراعات الدموية التي تشهدها الدول العربية فيما بينها، وأحياناً بين أبناء الوطن الواحد”.

  وأكد السيد إبراهيم الجيدة أن العدد الجديد من المجلة يأتي ليجسد التغيرات التي طرأت على الثقافة العربية في العقود الأخيرة، والتوقف عند علاقة هذا التراجع بانحسار الحرية والديمقراطية وحرية التعبير، “لذلك تضمن العدد بعض المقالات التي تعبر عن الثقافة والديمقراطية، وتناولت هذه المقالات دور المثقفين في تشكيل الوعي الثقافي”.

واختتم الجيدة قائلاً: “إن الجسرة الثقافية تواصل رسالتها عبر موضوعات وقضايا ثقافية وفنية متنوعة، خلال مسيرتها التي جاوزت عقدين من الزمان، ولعلنا بذلك نفي برسالة نادي الجسرة الثقافي العريق منذ الستينيات من القرن الماضي وحتى الآن، وسوف نواصل الطريق معبرين عن الثقافة الإنسانية البناءة وما يعتريها من تغيرات خلال مراحلها التاريخية المختلفة”.

وضم العدد قضايا ثقافية محلية متنوعة، منها ندوة نادي الجسرة بمناسبة فوز الروائي عبدالرحيم الصديقي بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها السادسة، فئة الروايات القطرية المنشورة، وذلك على نحو المقال الذي كتبه د. حسن رشيد، بجانب حوار أجراه د. علي عفيفي علي غازي مع التشكيلية والمصورة موضي الهاجري، بالإضافة إلى ما توقفت عنده المجلة من ذكرى مرور 95 عاماً على وقوع حادثة سنة الطبعة، باستعراض ما جرى خلال هذه الحادثة، وإجراء حوار مع السيد أرحمة بن محمد المنيف الكعبي، حفيد النوخذة أرحمة بن منيف المنيف الكعبي، والذي اتسم بالشجاعة في إنقاذ أرواح الناجين من هذه الحادثة.

كما حفلت المجلة بالعديد من القضايا الثقافية العربية الأخرى، ومنها السرديات الرقمية مقاربة في نقد النقد، فضلاً عن إلقاء الضوء على الفن التشكيلي السوري، وإجراء حوار مع الخبيرة اللغوية والكاتبة اللبنانية الأمريكية، ميمي ملكونيان، ذات الصوت الكبير في النهوض باللغة العربية في المجتمع الأمريكي، بالإضافة إلى العديد من المقالات والمشاركات الثقافية الأخرى، التي تثري مشهد الصحافة الثقافية العربية.