افتتح رسمياً مساء أمس المقر الجديد لنادي الجسرة الثقافي بسوق واقف ليعود بذلك إلى مهده الأصلي في حي الجسرة الذي شهد مولده في ستينيات القرن الماضي، وذلك بحضور سعادة/ حمد بن سحيم آل ثاني الرئيس الفخري للنادي وجمع كبير من المثقفين والأدباء والفنانين والإعلاميين والمهتمين بالحركة الثقافية، إلى جانب أعضاء مجلس إداراة النادي وأبنائه من المثقفين والمبدعين. قدم الحفل الدكتور حسن رشيد، استُهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم قرأها أحمد الجميلي ثم تحدث دكتور حسن رشيد في كلمة افتتاحية قال فيها: إنه من المنتظر عودة النادي لتألقه من جديد من خلال تقديمه لكافة أشكال الفنون، مؤكدًا أن عودة الروح لنادي الجسرة أعادت الفرحة للمبدعين، وأبرز أن قيمة المكان الجديد للنادي تكمن في تواجده وسط أحد المعالم المهمة والتي تشهد حضور عدد كبير من الزوار، كما أن ما سيساهم في تألق نادي الجسرة هوعودة الكثير من أعضائه القدامى بعد إعادته إلى مهده الأصلي ، وأوضح أن كل المشاريع الكبيرة بدأت بحلم ولعل نادي الجسرة قد تجاوز ذلك سابقاً بتحقيق العديد من أحلام المثقفين الذين يأملون لعودة النادي إلى ألَقه القديم. ليلة استثنائية فيما تحدث خالد العبيدان نائب رئيس مجلس إدارة النادي الذي رحب في بداية كلمته بالشيخ حمد بن سحيم آل ثاني الرئيس الفخري للنادي وبضيوف الحفل وأعرب عن سعادته بمشاركتهم بهذه الأمسية الاستثنائية التي يحتفون من خلالها بعودة النادي إلى مهده الأصلي في حي الجسرة حيث تنسّم منه الحياة، وعانق الوجود منذ العقد السادس من القرن الماضي، وقال بدأ النادي رياضيًا إلى أن استقر -بعد حين- في وعي الأوائل من مؤسسي وإداريي النادي أن ثمة مكونات مبعثرة وأخرى كامنة هي جزء رئيس في تشكيل هوية الوطن الثقافية تقتضي إنشاء كيان ثقافي يتعهدها ويرعاها ويعرف بها. منارة ثقافية وأضاف: ولهذه الغاية وجه النادي كل طاقاته في سبيل تحقيق ذلك، فتحول إلى كيان أكثر عمقًا وارتباطا مع الحراك الإبداعي في الفن التشكيلي والموسيقي والمسرح، وقد سعى القائمون على النادي لجعله منارة ثقافية لا يمكن أن ينكرها أحد حتى أصبح قبلة لكل المثقفين وحلقة وصل بين الثقافة المحلية والعربية والعالمية، وتابع، استمر النادي في أداء رسالته ودوره التنويري من خلال استضافته معظم رموز الفكر والإبداع محليًا وعربيًا وتقديمه للثقافة القطرية في العواصم العالمية شرقًا وغربًا عبر ما أقامه من أسابيع ثقافية، وهذه المبادرات الثقافية الجدية مثلت نبراسا ومنهجاً لسائر الجهات الثقافية، وأكد العبيدان أن النادي قد اتخذ منهج التعهد والرواء وصيانة حرية القرار والعمل والإبداع للمطلع به، وبما يضمن للناتج تميز الفعل والصوت الوطني ولهذا استطاع أن يؤسس لأعمال تقاس بها قيمة كل فعل ثقافي بعدها وأن يخلق أرضية صلبة ضمنت للمؤسسات الثقافية اللاحقة الإفادة من معطياتها، وأردف: هذا غيض من فيض يستوجب إقامة هذه الاحتفالية للتأكيد عبر خلال فعالياتها من مكتسبات حية خاصة بعد هذه العودة المباركة إلى المهد الأصلي في حي الجسرة، والتي نؤكد من خلالها أن النادي سيظل محافظاً على مكتسبات هذا التاريخ المتألق الوضيء بأعمال ومشاريع ثقافية تفاعلية يكون لها استمرارية يفيد منها الفكر وتنمي الذات، ونوه العبيدان بالعناية الكبيرة والتشجيع من القيادة الرشيدة وما يجده العاملون في المجالات الثقافية من مساحة شاسعة لحرية الأنشطة والاختيارات إداركاً منها بأن المكتسبات الحقة للثقافة هي القائمة على ذلك، وفي ختام كلمته شكر وزارة الثقافة والرياضة لتعاونها المثمر البناء ورعايتها المعنوية والمادية وكذلك شكر المكتب الهندسي الخاص الداعم والذي يعود إليه الفضل في تحقيق الحلم بعودة نادي الجسرة إلى مهده الأصلي. فعاليات متنوعة ثم قام حسن رشيد بتقديم الفرقة الموسيقية التي تكونت من عبد العزيز الهيدوس على العود وعبد العزيز صادق على الأورج وخالد المعضادي على الأورج. وعزفت المجموعة مقطوعات موسيقية متنوعة تفاعل معها الحضور. أعقب ذلك جولة من قبل الحضور في أروقة المقر الجديد للنادي حيث اطلعوا على معرض الفنون التشكيلية الذي أقامه النادي ضمن برنامج الاحتفالية وضم لوحات للفنانين جاسم زيني وعلي حسن الجابر ويوسف أحمد وسلمان المالك وحسن الملا وعبد الرحمن المطاوعة ومحمد الجيدة، كما اطلعوا على المعرض الذي أقامه النادي وتضمن مقتنيات الفنان عبد العزيز ناصر. هذا وقد تضمن الحفل عرضة قدمتها مدرسة الخور. يشار إلى أن النادي كان قد فتح ذراعيه عبر موقعه الإلكتروني الذي يُعنى بالإبداع الموجه للطاقات الشبابية، ومؤخرًا بدأ بمشروع توثيق الشعر العربي صوتيا حيث أصدر النادي مجموعتين هما: شعراء من قطر وشعراء من العراق، وعلى صعيد آخر كان قد استمر في إصدار مجلته الرائدة ”الجسرة الثقافية” التي تعد رافدًا مهماً من روافد الثقافة العربية منذ نهايات التسعينيات من القرن الماضي وحتى الآن، ثم أصدر “مجلة التشكيلي العربي” بداية من شتاء 2014. ومن منطلق إيمان النادي بنقل نشاطه الثقافي خارج حدود الوطن فقد قام بالعديد من الفعاليات الثقافية النوعية في الدول العربية بغية التفاعل الثقافي التكاملي، وتجاوز الحدود الجغرافية المقيدة للفكر الإنساني والعربي، محاولة بذلك فض مغاليق الواقع الراهن من حولنا، في مرحلة دقيقة تقف فيها الثقافة العربية عند مفترق طرق. وانطلاقاً من رؤية النادي، وقراءته للمستقبل، فإن كل الفعاليات وعبر كل الجهات تعمل من أجل غايةٍ سامية لرفع شأن الثقافة في وطننا العربي، ويعمل القائمون بنادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، كشريك أساسي ومتفاعل مع الحركة ومع الكيانات التي تصب في الإطار الثقافي عبر أكثر من محور منها لتقديم منجز ثقافي وحضاري مستنير. فمنذ أن تجاوز النادي الإطار الرياضي وانضم إلى الإطار الثقافي حينئذ شكل مع الأطر الرسمية رافداً للثقافة العربية والمحلية، بل والعالمية، وكان الحلم الذي تحقق وخلق للنادي هذه المكانة المتميزة. أشادوا بمقر النادي الجديد في سوق واقف .. مثقفون لـ الراية: الجسـرة .. آمـال وتطلعـات نحـو آفاق أرحـب أعرب العديد من المثقفين والفنانين والمبدعين عن سعادتهم الغامرة بعودة نادي الجسرة الثقافي إلى مقره التاريخي بمنطقة الجسرة وافتتاحه بقلب سوق واقف، مؤكدين أنها خطوة للعودة إلى العبق والتاريخ وذاكرة الأماكن التي نشأ النادي بها وتعلق بها الرعيل الأول، بل كل أبناء ومحبي نادي الجسرة الثقافي، وشددوا على ضرورة أن يعود النادي لسيرته الأولى في دعم الثقافة القطرية وإبراز المثقفين، وأن يتبنى الشباب الواعد وأن يفعّل الندوات والأنشطة، واكتشاف المواهب حتى يقدم للساحة الثقافية والفنية كوادر إبداعية، كما كان يفعل من قبل، ووجهوا الدعوة إلى المبدعين والمثقفين للالتحاق بالنادي والانخراط في أنشطته. وأعربوا عن أملهم في أن يكون المقر الجديد بمثابة نقطة انطلاق إلى آفاق أرحب من النشاط الثقافي الذي كان يقدمه في مقره السابق. وأن يكون وجوده في قلب سوق واقف حيث الحضور الجماهيري المستمر على مدار اليوم مع عودة مبدعي نادي الجسرة إلى أحضانه دافعاً لتقديم أعمال إبداعية جماهيرية مهمة. مبارك جهام: عودة إلى ذاكرة المكان قال الإعلامي مبارك جهام الكواري: إن عودة النادي إلى مقره الأساسي بمنطقة الجسرة يمثل عودة إلى العبق والتاريخ وذاكرة الأماكن التي نشأ النادي بها وتعلق بها الرعيل الأول بل كل أبناء النادي، مؤكداً أنه سيكون حافزاً للقائمين على إدارته لتقديم أفضل الأنشطة والفعاليات الثقافية مستلهمين من عبق هذا المكان وتاريخه العريق وإنجازاته الثقافية الكبيرة، وأعرب الكواري عن أمنياته في أن يعود النادي لسيرته الأولى وإلى إسهاماته الثقافية الكبيرة سواء أكان ذلك من خلال الأنشطة أو المطبوعات أو الحضور الثقافي المميز. غيفان: نقطة تواصل والتقاء بين الأجيال الفنان عبدالله غيفان قال: أتشرف بحضور تدشين المقر الجديد للنادي في منطقة الجسرة التي طالما تمنى عودته إليها ووصف احتفالية افتتاح المقر الجديد بمثابة نقطة تواصل والتقاء بين الأجيال المختلفة مُعبراً عن سعادته بالجمع الغفير الذي حضر الاحتفال بالرغم من انتمائهم لصنوف الإبداع المختلفة وانتمائهم إلى أجيال مختلفة، إلا أنه يظل نادي الجسرة القاسم المشترك الذي يجمع كل هؤلاء معاً في بوتقة واحدة ، وتمنى أن يكون المقر الجديد بمثابة نقطة انطلاق إلى آفاق أرحب من النشاط الثقافي الذي كان يقدمه في مقره السابق. شعيل الكواري: يفتح ذراعيه للمبدعين الفنان شعيل الكواري يقول: لي العديد من المشاركات بنادي الجسرة منذ عام 2010، حيث عدد كبير من العروض المسرحية كان آخرها قبل عام، حيث شاركت في أوبريت الجسرة بين الماضي والحاضر الذي تم عرضه في اليوم الوطني، وغيرها من الأعمال، وقال إن نادي الجسرة كان دائماً ما يفتح ذراعيه للمبدعين، وهو ما حدث معه، حيث فتح له رحابه ليقدم عدداً من الأعمال. محمد السادة: احتفالية مميزة واستثنائية عبّر الشاعر محمد السادة عن سعادته بهذه المناسبة التي قال عنها إنها تهم جميع المثقفين بدولة قطر وقدم تهنئته للقائمين على الاحتفالية مؤكداً تميزها بتضمنها فقرات متنوعة وأنشطة مختلفة، كما استطاعت الاحتفالية التعريف بالنادي بصورة جيدة وهو ما من شأنه إعادة أعضائه إلى رحابه من جديد بعد الإعلان عنه بالصورة الجيدة، آملاً أن تكون عودة نادي الجسرة إلى حاضنته الأم هي عودة للروح الثقافية التي قدم خلالها العنوان الحقيقي للإبداع المحلي، وأثرى بها الساحة الثقافية القطرية. طلال الصديقي: نتمنى عودة الجسرة لسابق عهده قال الملحن طلال الصديقي: كنت جزءاً من نادي الجسرة في مرحلة الشباب، حيث كوّنت فرقة الجسرة (ب)، مع الزملاء أحمد عيسى وخالد صالح وخالد الهيدوس وظافر يحيى وعيسى أحمد ومحمد عامر. مضيفاً: كنا نقدم أنشطة ثقافية وأغاني وقدمنا أغاني في الحفلات المختلفة، مشيراً إلى أن نادي الجسرة كان حاضنة للمواهب الشابة وجامعة تخرج المبدعين والفنانين والمثقفين وتمنى أن يعود النادي إلى تفعيل أنشطته الثقافية الكبيرة ويجمع الشعراء والأدباء والموسيقيين والتشكيليين والمسرحيين. علي البحر: خطوة نحو المسار الصحيح أعرب الإعلامي علي البحر عن تفاؤله بهذه الخطوة التي من شأنها إعادة “الجسرة الثقافي” إلى مساره الصحيح، مشدداً على ضرورة أن يعود النادي لسيرته الأولى في دعم الثقافة القطرية وإبراز المثقفين، وأن يتبنى الشباب الواعد وأن يفعّل الندوات والأنشطة واكتشاف المواهب حتى يقدم للساحة الثقافية والفنية كوادر إبداعية كما كان من قبل، وتمنى البحر التوفيق للنادي والقائمين عليه خلال الفترة المقبلة وأن يكونوا على قدر التطلعات المناطة بهم. يوسف أحمد: على المبدعين الانخراط في أنشطة النادي وجّه الفنان التشكيلي يوسف أحمد الدعوة إلى المبدعين والمثقفين للالتحاق بنادي الجسرة، والانخراط في أنشطته، مشيراً إلى أن النادي صاحب دور مهم في رسم الخريطة الثقافية القطرية، وذلك منذ تأسيسه في ستينيات القرن الماضي، حيث تميّز بجمعه حضوراً جماهيرياً كبيراً عبر فعالياته المتنوعة التي كانت تُرضي كافة أذواق الجمهور، وأنشطته التي امتدت عبر أكثر من نصف قرن، بالإضافة إلى الأسابيع الثقافية التي كان النادي يحرص على تنظيمها لتعكس في الخارج حضارة وثقافة دولة قطر الحبيبة.
06 نوفمبر, 2019
«الجسرة الثقافي» يعود إلى سوق واقف
