وثقت وزارة الثقافة للمكتبة التراثية في مكتبة قطر الوطنية، وذلك من خلال مقطع فيديو، بثته الوزارة عبر حسابها الرسمي على موقع X، “تويتر” سابقاً. وعرض الفيديو للمكتبة التراثية، من حيث كيفية التأسيس وكذلك التعريف بمحتوياتها، والغرض من إنشائها.

وخلال الفيديو، قالت الأستاذة إخلاص أحمد، مسؤولة الجولات التعريفية والمعارض في المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية، إن الزائر للمكتبة الوطنية، سيجد رحابة المكان وسوف يثيره الفضول، عندما يجد المنطقة الوسطى، والمتعلقة بالمكتبة التراثية، والتي تأخذ مكانة مركزية في مكتبة قطر الوطنية.

وأضافت أن الزائر للمكتبة التراثية، سيلفت انتباهه عنوان المعرض الدائم، والذي يتعلق بالقراءة، حيث كانت البداية “اقرأ”، “وهى رسالة ربانية نستلهم منها المعرفة، وانتشارها عبر الحضارات الإنسانية السابقة”.

وتحدثت عن صاحب النواة الأولى لمجموعة المكتبة التراثية، وهو سعادة الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني، “فهو من فكر وارتأى في كيفية الحفاظ على تاريخ قطر والمنطقة وتاريخ العالم الإسلامي وكذلك العالم العربي”. لافتة إلى أن هذه المجموعة تأسست في أواخر عقد الثمانينيات من القرن الماضي، إلى أن انتقلت بهيكلتها الإدارية إلى إدارة المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، في عام 2006، حتى أصبحت جزءًا رئيسيًا من مكتبة قطر الوطنية، وذلك عام 2012. وتحدثت عن أقسام المكتبة التراثية، وحددتها في عدة أقسام، منها ما يتعلق بأدب الرحلات، ومنها ما يتعلق بتاريخ منطقة الخليج العربي، وكذلك ما يرتبط بتاريخ شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى تاريخ بلاد الشام ومصر وشرق آسيا وما حولها، علاوة على ما تضمه من كتب تهتم بتاريخ اللغات المختلفة، وكذلك ما يتعلق بالأدب الشعبي، وكذلك بالأدب الفارسي من خلال كتب الشاهنامه، ونوادر المنمنمات، علاوة على نوادر المخطوطات الإسلامية التي تعبر عن اهتمام العلماء المسلمين الأوائل بإنتاج العلوم التطبيقية والحيوية والفلكية، وكذلك علوم الهندسة والرياضيات.

ولفتت إلى أن المكتبة التراثية تضم مجموعات عديدة من الخرائط، تصل إلى أكثر من 1500 خريطة، منها خريطة نادرة للعالم، وهي خريطة عثمانية، ترجع إلى القرن السادس عشر الميلادي. وفي قسم “قطر عبر الزمن”، سيجد الزائر أيضاً الخريطة السادسة لآسيا، وهي أول خريطة ترجع للقرن الخامس عشر الميلادي، يأتي بها ذكر اسم قطر باللغة اللاتينية باسم “كتارا”، وهي من أندر الخرائط التي ترتبط بالمؤرخ اليوناني كلوديوس بطليموس، والذي يرجع إلى القرن الثاني الميلادي.

وفي قسم “نساء الشرق” تبرز المكتبة التراثية نماذج للدور الريادي للنساء الرائدات في العلوم الشرعية، وكذلك في الثقافة والفن. كما تحتوي المكتبة التراثية على مجموعة ثرية لنماذج من مصاحف القرآن الكريم، والتي تبرز جماليات الخط العربي.

وتتاح مجموعات المكتبة التراثية للجميع من خلال خدمة غرفة القراءة، التي تمكن القارئ من الاطلاع على الكتب والمخطوطات والمجموعات و الصور عن قرب وعن كثب، إذ أن المجموعة ولكونها نادرة فهي ليست متاحة للاعارة، ولكونها مرقمنة بجودة عالية، فإنها تتاح عبر المستودع الرقمي، كما أن هذه الرقمنة، تتيح حفظها للأجيال القادمة.