عبّرَ السيدُ حمد حمدان المهندي، المُستشار بمكتب وزير الثقافة، عن أمله في أن تأخذَ اللغة العربيّة مكانها الحقيقي، ليس من خلال المحادثة اليوميّة فقط، وإنما أيضًا من خلال البحوث والدراسات والتعاملات، مثل أي لغة في العالم، مشيرًا إلى أن كثيرًا من دول العالم تحافظ على لغاتها وتعتبرها مهمة وطنيّة.
وقال: هناك مطالب قديمة لدولة قطر وبعض الدول العربيّة على مستوى المنظمات الدوليّة لدعم حضور اللغة العربيّة بحكم عدد المتحدّثين بها، لافتًا إلى أن اليونسكو تعتمد اللغة العربيّة، لكن هناك منظمات أخرى لا تأخذ نفس الموقف.
وأضاف: قضية اللغة العربيّة ليست مربوطة فقط بالمنطقة العربيّة، فهناك كثير من دول العالم في أوروبا وأمريكا وكثير من الجامعات ومراكز البحث تدرس اللغة العربيّة، ومن ثم فالمسألة أصبحت رؤية اللغة العربية باعتبارها تشكل أحد أوعية المعرفة الإنسانيّة، وأحد أهم الروافد الحضاريّة.
وتابع: نـحن أولى بالحفاظ على اللغة العربيّة من المنظمات الدوليّة، ونتمنّى أن تكون مسألة اللغة العربيّة وأهميتها واضحة لدى الجميع.
وشدد على ضرورة أن يأخذ التعليم الخاص بعين الاعتبار قضية تدريس اللغة العربيّة والاهتمام بها، لأننا إذا كنا نطالب بالحفاظ على اللغة العربيّة في المجتمع الدولي فمن الأولى والأجدر تمكين أبنائنا من اللغة العربيّة في قطاع التعليم الخاص.

وأشار إلى أن التعليم الخاص يشكّل تحديًا في الحفاظ على اللغة العربيّة في أغلب المنطقة العربيّة، لذا لا بد أن تأخذ قضية تعليم أبنائنا اللغة العربيّة في المدارس الخاصّة مزيدًا من الاهتمام.
وقال: صحيح من المهم تعدّد المعرفة الإنسانيّة من خلال المدارس الخاصّة، لكنّ قطاعًا كبيرًا من النشء غير متمكّن من لغته الأم.
وأضاف: نـحن لا نرفض التعليم الخاص، ولكن هناك مهمة وطنيّة، وتواجد التعليم الخاص مهم، لكن ليس على حساب تهميش اللغة العربيّة، لافتًا إلى أن التعليم الخاص يشكّل تحديًا حقيقيًا.
وشدد على ضرورة أن توضع حلول لأبنائنا الملتحقين بالمدارس الخاصّة، مشيرًا إلى أنه من المفارقة أن نجد الأجانب يتعلمون اللغة العربيّة في مختلف جامعات العالم للتعرّف على التاريخ العربي وتاريخ الأمة العربيّة، في وقت كان من الأجدر أن يكون أبناؤنا هم من يحملون هذه الرسالة.
وأكد أن دولة قطر عملت على تمكين اللغة العربيّة في المجتمع عبر قانون حماية اللغة العربيّة، الذي ينتظر تفعيله قريبًا. وشدّد على ضرورة أن نساهم كعرب في حضارة هذا العالم، وأن تكون اللغة العربيّة حاضرة، وأن يكون لها تأثير في القرارات الدوليّة والبحوث الدوليّة، وأن يكون لها حضور في المسار الدولي للإنسانيّة.