استضاف الملتقى القطري للمؤلفين مساء الثلاثاء ضمن جلسة كاتب وكتاب الأسبوعية التي يديرها الأستاذ صالح غريب مدير البرامج الإعلامي بقناة الجزيرة والباحث في العلوم السياسية الدكتور عبد السلام رزاق لمناقشة كتابه ” الاعلام السياسي وصناعة الرأي العام خلال ثورات الربيع العربي: قناة الجزيرة  الإخبارية نموذجا” الصادر عن دار نشر جامعة قطر، وتم بث الجلسة عبر حساب انستغرام الملتقى وقناة يوتيوب.
وأوضح الدكتور رزاق أن الأحداث التي عرفتها بعض الدول العربية ودول أخرى منذ العام 2011 تؤكد أن العالم العربي يعيش لحظة مفصلية في تاريخه ودينامية مجتمعية غير مسبوقة، وهو ما أنتج جيل سياسي جديد يحمل أفكارا تغييرية تعتمد بالأساس على وسائل الإعلام  السياسي وأدوات التواصل الاجتماعي وهو ما مكنه من كسر جدار الخوف والخروج إلى الشارع لنشر بذور الثورة والتغيير.
وأضاف  أن التفاعل بين السياسي والإعلامي في الراهن العربي  شكل ضربا من الاستفزاز العرفي للذهنية السياسية العربية، وبما أن هذه الذهنية تعودت خلال العقود الماضية على الرضوخ للاستبداد فقد بقي جزء من  يعيش في ظلال الماضي و يحن الى الدكتاتورية التي تعود عليها في حين برزت الأصوات الثورية المطالبة بالحرية و الكرامة  و الديمقراطية وهو ما أنتج شقي صراع بين الثورة والثورة المضادة وهو ما أحدث جملة من التغييرات في صلب المجتمعات وهو ما جعلها حقلا خصبا للدراسات الاجتماعية و المقاربات السياسية، وقد جاء هذا الكتاب في هذا الإطار ليوثق و يحلل  هذه التغيرات.
وبين  أن  قناة الجزيرة الإخبارية القطرية كان لها دور حاسم في صياغة هذا التغيير، و قد اعتمد المقاربة النقدية، فقد ترك مسافة موضوعية بين ذاته موضوع دراسته ” قناة الجزيرة” رغم أنه يمثل جزء منها، و اعتبر أن قناة الجزيرة شكلت منعطفا في تاريخ الاعلام العربي باعتبارها أهم مشروع سياسي اعلامي في هذه الألفية، حيث تمكنت من لعب دور مهم في تغيير المشهد العالمي و استفادت من تجارب كبرى القنوات العالمية المؤثرة، حيث حطمت كل المحرمات السابقة، و أرسلت تجربة إعلامية مغايرة تقوم على الخبر و علاقة الخبر بالإنسان العربي و لهذا تحتل الأحداث الإنسانية الكبرى رأس هرم أخبار الجزيرة.
و قال  إن قناة الجزيرة حريصة على ترك مسافة موضوعية مع السلطة ومع جميع الأطراف ولذلك نجحت في أن تكون ” صوت من لا صوت له” و أثرت في الفئات المهمشة في البلدان العربية  باعتبارها لا تخضع لأي أجندات، لأنها جمعت خليطا من الأفكار و العقليات و صهرتها في مشروع واحد يحمل مختلف التوجهات يحمل قضايا الشعوب العربية و احترمت البينية المتناقضة و المتعددة للمجتمع العربي.