نظم مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشباب محاضرة بعنوان «تعزيز الهوية الوطنية من خلال التخطيط الاستراتيجي» قدمتها. د.بثينة الأنصاري – خبيرة تطوير استراتيجي وموارد بشرية، تم خلال اللقاء التعرف على مفهوم الهوية الوطنية وعناصرها ومقوماتها وأهم التحديات التي يمكن أن تواجهها،وارتباطها بالتخطيط الاستراتجي وكيفية تفعيله من خلال تقييم البيئةالداخلية والخارجية،وتحديد الأهداف وصياغتها، وكيفية تمكين الشباب وتعزيز هويتهم ضمن هذه المفاهيم.
وعرفت المُحاضرة الهوية الوطنية على أنها مجموعة من الصفات والسمات التي يتحلى بها شخص أو مجموعة من الأشخاص، وتصبح سلوك، مشيرة إلى أنه لكل أمة خصائصها وسماتها التي تتميز بها عن غيرها، وتخسر الأمم كل معاني وجودها واستمرارها في حال خسرت هويتها، وبينت مدى أهمية ارتباط الهوية الوطنية بالتخطيط الاستراتيجي والذي يضمن استمرار الهوية للأجيال القادمة، وذلك من خلال المبادرات والتي تكون عبارة أن أفكار وخطط قوية لتحقيق الأهداف واستغلال الموارد المتاحة، ويقوم الشباب بصنعها وابتكارها،وتتبناها جهات الدولة وتدعمها لتحقيقها وتنفيذها على أرض الواقع، مؤكدة ضمن هذه النقطة على أهمية دور الشباب في صنع وابتكارالمبادرات البناءة والتي تسعى لخدمة المجتمع وتحافظ على الهوية الوطنية جيلا بعد جيل.
وذكرت د.بثينة مجموعة من التحديات التي قد تواجه الهوية الوطنية منها استخدام اللغات الأجنبية في المعاملات المختلفة، وتأثير الغزو الثقافي والفكري والديني، وأشارت على أهمية قطاع التعليم في الحد من هذه المعوقات وحماية الهوية الوطنية بتأصيل المبادئ والقيم الأخلاقية للشعب القطري بشكل خاص والعربي والإسلامي بشكل عام، واستشهدت بعدة تجارب في تعزيز الهوية منها مواجهة دولة قطر لعدة أزمات كأزمة الحصار، وأزمة فايروس كوفيد 19، حيث أظهرت هذه الأزمات الروح الوطنية وانتماء ووفاء الشعب القطري، كذلك التجربة الفلسطينية، وتجربة دولة الكويت واعتبرتهما نموذجين متميزين في القدرة على المحافظة على الهوية رغم الاحتلال، والتجربة السنغافورية في تعزيز هويتهم من خلال مجالات مختلفة.