نظم الصالونُ الثقافيُّ بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية ضمنَ فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين ندوة بعنوان اختيار القصة المناسبة للطفل، أدارت الحوار فاطمة المعاضيد، واستضافت الكاتب د جبر النعيمي والكاتبة جميلة سلطان.
تناولت الندوة قصص الأطفال وضرورة نقلها للقيم، واحتوائها على مادةً هادفةً قيمةً جاذبةً للطفل، ودعا المتحدثان إلى اتخاذ الأسلوب القصصي، كأحد الأساليب المُتبعة في غرس القيم الاجتماعية، واعتماده كآليّة داعمة في عملية البناء القيمي في مرحلة الطفولة مع الأخذ بعين الاعتبار خمسة معايير أساسية، هي: ضرورة اختيار الوالدين القصة بناءً على عمر الطفل مع مُراعاة تنوع الموضوعات وتقسيماتها والمعايير المناسبة عند الاختيار، والحرص على اختيار قصة يستطيع الطفل فهم محتواها وإيصال الفكرة المطلوبة.
وشددا على ضرورة أن تكون القصة متناسبة مع ثقافة مُجتمعنا ومع العادات والتقاليد، ولا تخالف منظومة القيم، وأن يتم اختيار القصة التي تحث الطفل على السلوك الإيجابي وتنميته، مع ضرورة محاكاة القصص للواقع الحقيقي الذي يعيشون فيه.
وقال دجبر النعيمي لا مانع من ترجمة القصص الأجنبية لكن يجب ان يكون هناك محاذير عند الترجمة، باعتبار القصة أداة للتربية والتأسيس، كما يجب مراعاة ان تحمل القصة لمضمون وألا تكون خالية مفرغة من الأهداف، بالاضافة إلى ضرورة التفاعل مع القصص حتى يتمكن المربي من نقل قيمة من خلال القصة
واعتبرت جميلة سلطان أننا نعيش في عصر فيه انفتاح وانفلات ويجب علينا التركيز على الهوية الدينية، مشيرة إلى أننا نعيش حربًا لانشاء جيلًا مشوهً وممسوخًا، بعيدًا عن قيمه وأخلاقه ومبادئ مجتمعه، لكنها في نفس الوقت حذرت من الانزواء لافتة إلى أنه خلال القصص يكتسب الطفل القيم الاجتماعية وتتشكل معارفه واتجاهاته وينعكس ذلك على سلوكه وتعامله مع المحيط حوله، بشكلًا عام، خاصة أن القصص على اختلاف أنواعها تحمل في ثناياها قيمًا معينة تُغرس في الأطفال من خلال تصوّرهم لمُجريات الأحداث والوقائع والشخصيات فيها.
ونصحت سلطان المربي بأن لا يسمح للطفل باقتناء كتب لا تتناسب مع مبادئنا، وفي حال تعذر ذلك يجب الحرص على أن تكون قراءة القصة بحضور المربي ليتم المقارنة بين الصواب والخطاء وما يجب أن يكون ومالايكون، حتى ينمى لدى الطفل القدرة على النقد، والمقارنة.