في إطار التكامل بين الجهات التابعة لوزارة الثقافة والرياضة وبالتعاون مع مركز تمكين ورعاية كبار السن ( إحسان )  ومختلف أجهزة الدولة تم إطلاق مبادرة “لبيه” التي سوف تدخل إلى حيز التنفيذ بدء من اليوم الخميس، وهي عبارة عن قيام عدد من الشباب المتطوعين من مركز قطر للعمل التطوعي، بتوصيل المواد الأساسية الضرورية وغيرها من الاحتياجات اليومية لكبار السن الذين لا يستطيعون القيام بتأمين هذه المواد بأنفسهم والمسجلين بمركز إحسان وذلك من خلال مركز “مواتر” ، وتأتي هذه المبادرة للاعتراف لآبائنا بالجميل وصوناً لكرامتهم وتعزيزا للإجراءات الاحترازية ومتطلبات الحجر الصحي التي أقرتها الدولة للوقاية من انتشار هذا الوباء، علاوة على أن الالتزام بالإجراءات الوقائية هو تعبير عن المسؤولية المجتمعية.
وقد صرح السيد حسين بن راشد الكبيسي مدير إدارة الشؤون الشبابية بوزارة الثقافة والرياضة بأن هذه المبادرة تحمل مجموعة من القيم التي ترغب الوزارة في ترسيخها لدى الشباب ومنها التعاون والاحترام والكرامة الإنسانية وضرورة تكاتف فئات المجتمع وقت الازمات ومساعدة كبار السن وغير ذلك من القيم السامية، مشيرا الى ان الوزارة تحرص دائما على اثراء الميدان الشبابي بالأنشطة التي من شأنها إفادتهم وتطوير ادواتهم وإثراء وجدانهم بالقيم النبيلة، وأكد على ان مبادرة لبيه تأتي كحلقة ضمن سلسلة من الأنشطة الشبابية التي لن تتوقف ميدانيا او من خلال العمل عن بعد خاصة في ظل أزمنة كورونا الحالية .
من جهة أخرى صرّح السيد مبارك بن عبدالعزيز آل خليفة المدير التنفيذي لمركز تمكين ورعاية كبار السن (إحسان) أن هذه المبادرة هي ترجمة فعلية لروح التعاون البنّاء بين مؤسسات الدولة وترسيخ فعّال للمسئولية الاجتماعية التي تحرص كل الجهات والأفراد على تفعيلها ونشرها بين أفراد المجتمع.
وأثنى آل خليفة على فكرة المبادرة التي من شأنها أن تعلي من شأن التكافل بين أفراد المجتمع وتحقق الأهداف المنشودة وتسهم في إشراك أفراد المجتمع في العمل على خدمة كافة فئاته وعلى رأسها فئة كبار السن الذين يستحقون منّا رد الوفاء لهم على ما قدموه من تضحيات لوطنهم ومجتمعهم، وأكد المدير التنفيذي لمركز إحسان أن المركز وكافة منتسبيه على أتم استعداد للعمل على دعم مثل هذه المبادرة المباركة التي نسأل الله أن تعم بها الفائدة لآبائنا وأمهاتنا من كبار السن.
بدوره أوضح السيد معيض القحطاني رئيس مركز قطر للعمل التطوعي أن دور المركز سيتمثل في استقبال الطلبات من مركز إحسان ثم القيام بشراءها من المجمعات التجارية وتوصيلها بعد ذلك من خلال المتطوعين بالسيارات التي سيوفرها مركز مواتر، مؤكداً أن استراتيجية العمل تعتمد على إيصال تلك الطلبات بالطريقة الصحيحة لكبار السن بعد تعقيمها في إطار الحرص على الصحة العامة وبغرض تسهيل الأمور على المسنين، والعمل على مساعدتهم في البقاء بالمنزل وعدم تعريضهم لأخطار الوباء عن طريق توفير احتياجاتهم أمام باب المنزل، وأعرب القحطاني عن سعادته للعمل بروح الفريق والاجتهاد في تسخير إمكانيات الدولة في تجاوز الأزمة وتخفيف أثارها، مؤكداً أن مركز قطر للعمل التطوعي لا يدخر جهداً في التعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات لتقديم أفضل الخدمات في ميدان العمل الاجتماعي والتطوعي.
من جانبه أكد ناصر سعدون الكواري أمين سر مركز مواتر أن المركز سيقوم بتوفير السيارات والسائقين لتوفير مهمة نقل المستلزمات الغذائية والمنزلية بمرافقة المتطوعين الذين سيأتون بمتطلبات كبار السن من المجمعات التجارية إلى منازلهم، ولفت الكواري إلى أن أهم ما يميز الحملة روح العمل الجماعي الذي تعكس تكاتف مختلف فئات المجتمع القطري وحرصهم الدائم على تجاوز الأزمات يداً بيد، ما يؤكد اننا بخير فجميعنا أخوة نكمل بعضنا بعضاً، وفي ختام كلمته تمنى أن تعود الأمور لما كانت عليه، رافعاً يده إلى السماء وطاعياً لله عز وجل ان يرفع عننا هذا البلاء والوباء في أقرب وقت.
هذا وتعتمد الية التنفيذ على توزيع دقيق للأدوار بين الشركاء حيث يقوم مركز احسان بتوفير قاعدة بيانات كبار السن واجراء الاتصالات اللازمة لتحديد الاحتياجات على أن يقوم مركز قطر للعمل التطوعي بتوفير متطوعين من الشباب لإيصال المواد الأساسية والاحتياجات لكبار السن وذلك بالتنسيق مع مركز مواتر الذي يوفر معدات النقل والسائقين، علماً بأن الفئات المستهدفة من الحملة هم كبار السن المسجلين بمركز احسان ممن ليس لديهم معيل يقضي احتياجاتهم، ومن يعمل أبنائهم في خدمة الوطن خلال هذه الظروف العسكريين والأطباء، ومن أبرز أهداف الحملة تحفيز ثقافة العمل التطوعي لدى الشباب القطري، تكريس قيم التضامن والتعاون داخل المجتمع القطري، دعم المسؤولية المجتمعية وجعلها ممارسة شبابية تعبر عن المواطنة والهوية الوطنية، حماية كبار السن من عدوی انتشار وباء كورونا، صون كرامة المسنين والاعتراف بجميلهم مسيرة بناء هذا الوطن.