كثف أعضاء الملتقى القطري للمؤلفين منذ بداية الحجر المنزلي أنشطتهم الثقافية قصد استثمار الوقت في القراءة والإنتاج الثقافي الهادف وتشجيع المهتمين بالثقافة على ملازمة المنزل من خلال تقديم مادة ثقافية ثرية ومتنوعة، حيث قدم مجموعة من الأعضاء مبادرات جديدة في حين واصل آخرون أنشطتهم التي بدأوها قبل الأزمة عن بعد.
ومن بين المبادرات التي تواصلت وكثفت وتيرتها في الأوضاع الحالية نشاط صالون بيت الراوي الذي أنشأته وتديره الكاتبة رشا سنبل عضو الملتقى، وذلك منذ أكتوبر 2018حيث يناقش الصالون الروايات الأدبية، بعد التصويت على أحدها من قبل الأعضاء، ويكون اللقاء مرة في الشهر.
مع تطورات الأحداث الأخيرة تمت مناقشة أول رواية عن بعد عن طريق تطبيق زووم وهي “مائة عام من العزلة” وذلك يوم 28 مارس، وخلافا للعادة، وكسرا للجمود مع أزمة كورونا، تمت اللقاءات مرة أسبوعيا بدلا من مرة بالشهر تم عرض روايتين في الأسبوع على مدار شهر أبريل، الروايات التي تمت مناقشتها هي متحف البراءة، رجال في الشمس، ميهود والجنية، شرق المتوسط، الشحاذ، يوتوبيا، نصف شمس صفراء، بطل من هذا الزمان.
وتمت العودة للنظام الطبيعي للمناقشات، وهو اللقاء مرة شهريا، بداية من شهر مايو حيث تمت مناقشة رواية (موت صغير) عبر تطبيق زووم يوم السبت 16 مايو.
كما قام الدكتور هاشم السيد في الفترة الأخيرة بتحويل روايته “الخطابة” إلى نسخة صوتية،
وهي رواية صادرة عن دار الوتد وتقع في 156 صفحة من الحجم المتوسط. وتستعرض الرواية قصة بنت تعيش حياة تقليدية في منزل أسرتها منذ طفولتها، ثم تشهد حياتها تحولات مثيرة تجعلها تفقد كل شيء.
وقال دكتور هاشم السيد “هذه ليست المرة الأولى التي أقوم بتحويل أحد مؤلفاتي إلى النظام الصوتي، فقد سبقت لي تجربة أخرى وهي “ملحمة صخرة” التي قمت بتحويلها إلى النظام المسموع مدعماً ببعض الصور التي تساعد المشاهد على المتابعة وتعمق لديه الأفكار. وقد حصدت هذه التجربة أكثر من 150 ألف مشاهدة حتى الآن. أما بخصوص رواية “الخطابة” وبعد النجاح الذي حققته من خلال النشر الورقي فقد عملت على تحويلها أيضا إلى النظام المسموع، وهو نفس ما يتم حالياً مع روايتي “عائلتنا بلا وريث”. ويكمن الدافع وراء هذا ما بات الكتاب المسموع يحظى به من إقبالٍ متزايد، حيث إنه لا يحتاج إلى تخصيص وقت للقراءة بل يمكن المتابعة أثناء الذهاب إلى العمل أو ركوب السيارة أو القيام بأعمال أخرى من خلال تحميله على هاتف ذكي، أو جهاز لوحي، أو كمبيوتر، أو أي جهاز آخر يمتلك مثل هذه الخواص، بجانب ما يحدثه الصوت من تأثير يجعل الشخص أكثر انتباها واستيعابا للكتاب أو الرواية. والآن وفي ظل مواجهة “فيروس كورونا” يمكن أن تصبح الكتب المسموعة فرصة، لنطل على فضاء أكثر رحابة والتغلب على وقت الفراغ الذي يخلقه الحجر الصحي.
كما يواصل الأستاذ محمد الشبراوي عضو الملتقى مبادرة “كُنَّاشَة” التي تهتم باللغة العربية والتراث الأدبي، وتركز على بناء جسر تواصل بين شباب اليوم وتراثهم الخالد. قدمت المبادرة نحو 80 ندوة ومحاضرة في الأدب العربي منذ اطلاقها، فضلًا عن عدد من الورش التدريبية المجانية في النحو العربي والبلاغة والمنطق والخطابة والكتابة الصحفية والإبداعية ومهارات الصوت وتتواصل هذه المبادرة عن بعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالأستاذ الشبرواي، حيث يقدم كل مرة معلومات مفيدة للشباب تفيد في تحسين مستوى كتاباتهم ونطقهم للغة العربية
و كانت هذه المبادرة قد قدمت عددًا من الورش الهادفة بالتعاون مع الملتقى القطري للمؤلفين في أكثر من مناسبة أهمها معرض الدوحة الدولي للكتاب، في دورته الثلاثين.
أعضاء الملتقى يكثفون أنشطتهم في الحجر الصحي
18 مايو, 2020