ضمن فقرة رسالة مثقف استضاف الملتقى القطري للمؤلفين  الإعلامي عبد العزيز آل إسحاق مساء الأحد لتقديم محاضرة لرفع الوعي بالقضية الفلسطينية، وتم بث المحاضرة عبر قناة يوتيوب الملتقى.
وأعتبر الأستاذ آل إسحاق أن القضية الفلسطينية أم القضايا العربية وأهمها وأكبرها وأقربها وأنه لا بد رفع الوعي العربي بها، وأشار  أن البعض يظن أن الوصول إلى هذه المرحلة العصيبة في تاريخ القضية  جاء فجأة أو عن طريق الصدفة أو بسبب الأنظمة الدكتاتورية في البلدان العربية أو بسبب الظلم والفساد في حين أن جمود الموقف الرسمي وضعف الموقف الشعبي جاء بعد سنوات عديدة من إعادة انتاج الوعي العربي، حيث أنه لم يكن الطغاة يلقون أي خطاب دون الحديث فيه عن القضية الفلسطينية ويعبرون عن دعمها وكل من يقف معها، ولم يتجرأ الحكام على أن يتنازل عن شبر منها أو يرضى  المساس بهذه القضية إلا بعض المحاولات  الفردية وذلك خوفا من مصير السادات الذي رمي في قاع التاريخ .
وأشار أن الحس العربي القومي والإسلامي كان قويا لكنه لم يعد كذلك وأصبح البعض يطالب جهرا بالتطبيع بل ويفخرون به ويتمادون ويسيئون لأهل الأرض المغتصبة رغم ما قدموا من تضحيات ووصل البعض الى الدعوة عن التوقف عن دعم القضية وأهلها في حين أنها قضية كل العرب والمسلمين لا قضية الفلسطينيين فحسب.
وأوضح أن مرحلة في مشروع إعادة انتاج الوعي العربي وتشويه الذاكرة تمت عن طريق اللغة فقد حرص الكيان المحتل عند توقيع معاهدة كامب دافيد على اجبار الرئيس المصري أنور السادات على إعادة تسمية وزارة الحربية الى وزارة الدفاع بسبب دقتهم في اختار المفردات والعبارات التي تؤثر في الذاكرة الجماعية والمشاع، وتم تغيير الصفات والمسميات من الكيان الصهيوني المحتل الى الكيان الصهيوني وهي إشارة واضحة للمكان والجغرافيا، ومن ثم تغيرت الأسماء من خلال الاعلام والتوجه العام فأصبح جيش العدو الصهيوني ثم جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن أصبح الجيش الإسرائيلي وهو اعتراف ضمني بوجود دولة تسمى إسرائيل  هذا التدرج لم يقتصر على المحتل بل إن القضية الفلسطينية تدرجت من حالة الاعتراف المطلق الى مسمى الأراضي العربية المحتلة وهوما أفقدها صفة دولة ونزع منها بعدها الإسلامي الذي يشكل عمود هويتها، وتم تحويلها من قضية كبرى قضية دولة إسلامية الى قضية عربية، ثم  أصبحت دولة فلسطين تعرف بالأراضي المحتلة لدى الرأي العام ، كما حرص الصهاينة على تفريغ المناهج التعليمية العربية من كل ما يشوه صورته، وبدأ جمود الموقف العربي يتضح أكثر في اجتماعات جامعة الدول العربية ومن ثم في المحافل الرياضية العربية حيث أصبح الصهاينة يقفون الى جانب الرياضيين العرب و يتنافسون معهم  و أصبحت المشاركات علنية دون خجل، ومن التطبيع الرياضي الى الاعلام حيث تمت استضافة ممثلي الكيان  المحتل في البرامج بحجة مواجهتهم والرد عليهم، وبدأوا بهدم القيم والأعراف والتقاليد واستغلوا المنابر لتبرير اعمال العنف والهدم واغتصاب الأراضي وتشريد أصحابها، وتم الترويج الى صورة اليهود كأشخاص يمكن التعايش معهم وتقبلهم، ومؤخرا من خلال المسلسلات الرمضانية التي تم بثها عبر القنوات العربية.
وربط الأستاذ آل إسحاق بين توقيت بث مسلسل يجمل صورة اليهود وأول عملية تطبيع خليجية في التاريخ واعتبره خطوة تمهيدية للتهيئة للقرارات الصادمة، كما عمل الكيان الصهيوني على غلق كل الجمعيات التي تدعم القضية الفلسطينية وإسكات الأصوات المطالبة بحق العودة واستبدالها بالأبواق الجوفاء الذين يروجون لأفكار التسامح مع كيان محتل وتبرير أفعاله عن جهل أو عن خوف أو طمع وأصبح من النادر اليوم إيجاد حركات عربية مقاطعة للكيان أو حركات داعمة للقضية.
وختم ضيف الملتقى محاضرته باستنتاج أن إعادة انتاج الوعي العربي بخصوص القضية الفلسطينية جاء نتيجة استراتيجية مدروسة وتخطيط من الكيان الصهيوني في ظل تراخي وجمود الدول العربية التي ترزح معظمها تحت وطأة الحروب والنزاعات والأنظمة الدكتاتورية، ودعا المثقفين العرب الى إحياء القضية ورفع وعي الشباب والأطفال  بها لأنه ما ضاع حقه وراءه مطالب.